المذكور وصفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوق وإذا ثبت ذكر الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الايمان به ثم اما التفويض واما التأويل وبالله التوفيق (قوله الديان) قال الحليمي هو مأخوذ من قوله ملك يوم الدين وهو المحاسب المجازي لا يضيع عمل عامل انتهى ووقع في مرسل أبي قلابة البر لا يبلى والاثم لا ينسى والديان لا يموت وكن كما شئت كما تدين تدان ورجاله ثقات أخرجه البيهقي في الزهد وقد تقدمت الإشارة إليه في تفسير سورة الفاتحة وقال الكرماني المعنى لا ملك الا انا ولا مجازي الا انا وهو من حصر المبتدأ في الخبر وفي هذا اللفظ إشارة إلى صفة الحياة والعلم والإرادة والقدرة وغيرها من الصفات المتفق عليها عند أهل السنة وقوله في آخر الحديث قال الحسنات والسيئات يعني ان القصاص بين المتظالمين انما يقع بالحسنات والسيئات وقد تقدم بيان ذلك في الرقاق وتقدم أيضا من حديث أبي هريرة مرفوعا قبل أخيه مظلمة * الحديث الثالث (قوله حدثنا علي بن عبد الله) هو المديني وسفيان هو ابن عيينة وقد تقدم بهذا السند والمتن في تفسير سورة الحجر وسياقه هناك أتم وتقدم معظم شرحه هناك (قوله يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم) في رواية الحميدي عن سفيان كما تقدم في تفسير سورة سبأ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال (قوله إذا قضى الله الامر في السماء) وقع في حديث ابن مسعود المذكور أولا إذا تكلم الله بالوحي وكذا في حديث النواس بن سمعان عند الطبراني (قوله ضربت الملائكة بأجنحتها) في حديث ابن مسعود سمع أهل السماء الصلصلة (قوله خضعانا) مصدر كقوله غفرانا قاله الخطابي وقال غيره هو جمع خاضع (قوله قال على) هو ابن المديني (وقال غيره صفوان ينفذهم) قال عياض ضبطوه بفتح الفاء من صفوان وليس له معنى وانما أراد لغير المبهم قوله ينفذهم وهو بفتح أوله وضم الفاء أي يعمهم (قلت) وكذا أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد ابن عبد الله بن يزيد عن سفيان بن عيينة بهذه الزيادة ولكن لا يفسر به الغير المذكور لان المراد به غير سفيان وذكره الكرماني بلفظ صفوان ينفذ فيهم ذلك بزيادة لفظ الانفاذ أي ينفذ الله ذلك القول إلى الملائكة أو من النفوذ أي ينفذ ذلك إليهم أو عليهم ثم قال ويحتمل ان يراد غير سفيان قال إن صفوان بفتح الفاء فالاختلاف في الفتح والسكون وينفذهم غير مختص بالغير بل مشترك بين سفيان وغيره انتهى وسياق على في هذا الرواية يخالف هذا الاحتمال لكن قد وقعت زيادة ينفذهم في الرواية التي ذكرتها وهي عن سفيان فيقوي ما قال (قوله قال على وحدثنا سفيان إلى قوله قال نعم) على هو ابن المديني المذكور ومراده ان ابن عيينة كان يسوق السند مرة بالعنعنة ومرة بالتحديث والسماع فاستثبته على من ذلك فقال نعم وقد تقدم عن علي ابن عبد الله المذكور في تفسير سورة الحجر بصيغة التصريح في جميع السند وكذا عن الحميدي عن سفيان في تفسير سبأ (قوله قال على) هو ابن المديني أيضا (قوله إن انسانا روى عن عمرو ابن دينار إلى أن قال إنه فرغ) هو بالراء المهملة والغين المعجمة بوزن القراءة المشهورة وقد ذكرت في تفسير سورة سبأ من قرأها كذلك ووقع للأكثر هنا كالقراءة المشهورة والسياق يؤيد الأول وقوله قال سفيان هكذا قرأ عمرو يعني ابن دينار (قوله فلا أدري سمعه هكذا أم لا) أي سمعه من عكرمة أو قرأها كذلك من قبل نفسه بناء على انها قراءته وقول سفيان وهي قراءتنا يريد نفسه ومن تابعه * (تنبيه) * وقع في تفسير سورة الحجر بالسند المذكور هنا بعد قوله وهو العلي الكبير
(٣٨٤)