هو تفاعل من المدح أي المبالغ والتمدح التكلف والممادحة أي مدح كل من الشخصين الآخر وكأنه ترجم ببعض ما يدل عليه الخبر لأنه أعم من أن يكون من الجانبين أو من جانب واحد ويحتمل أن لا يريد حمل التفاعل فيه على ظاهره وقد ترجم له في الشهادات ما يكره من الاطناب في المدح أورد فيه حديثين الأول حديث أبي موسى قال فيه حدثنا محمد بن الصباح بفتح المهملة وتشديد الموحدة وآخره حاء مهملة هو البزار ووقع هنا في رواية أبي ذر محمد بن صباح بغير ألف ولام وتقدم الكل في الشهادات بهذا الحديث بعينه وأخرجه مسلم عنه فقال حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وهذا الحديث مما اتفق الشيخان على تخريجه عن شيخ واحد ومما ذكره البخاري بسنده ومتنه في موضعين ولم يتصرف في متنه ولا إسناده وهو قليل في كتابه وقد أخرجه أحمد في مسنده عن محمد بن الصباح وقال عبد الله بن أحمد بعد أن أخرجه عن أبيه عنه قال عبد الله وسمعته انا من محمد بن الصباح فذكره وإسماعيل بن زكريا شيخه هو الخلقاني بضم المعجمة وسكون اللام بعدها قاف وبريدة بموحدة وراء يكنى أبا بردة مثل كنية جده وهو شيخه فيه وقوله عن بريد في رواية الإسماعيلي حدثنا بريد (قوله سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل) لم اقف على اسمهما صريحا ولكن أخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد من حديث محجن ابن الأدرع الأسلمي قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فذكر حديثا قال فيه فدخل المسجد فإذا رجل يصلى فقال لي من هذا فأثنيت عليه خيرا فقال اسكت لا تسمعه فتهلكه وفى رواية له فقلت يا رسول الله هذا فلان وهذا وهذا وفى أخرى له هذا فلان وهو من أحسن أهل المدينة صلاة أو من أكثر أهل المدينة الحديث والذي اثنى عليه محجن يشبه ان يكون هو عبد الله ذو النجادين المزني فقد ذكرت في ترجمته في الصحابة ما يقرب ذلك (قوله ويطريه) بضم أوله وبالطاء المهملة من الاطراء وهو المبالغة في المدح وسأذكر ما ورد في بيان ما وقع من ذلك في الحديث الذي بعده (قوله في المدحة) بكسر الميم وفى نسخة مضت في الشهادات في المدح بفتح الميم بلا هاء وفى أخرى في مدحه بفتح الميم وزيادة الضمير والأول هو المعتمد (قوله لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل) كذا فيه بالشك وكذا المسلم وسيأتي في حديث أبي بكرة الذي بعده بلفظ قطعت عنق صاحبك وهما بمعنى والمراد بكل منهما الهلاك لان من يقطع عنقه يقتل ومن يقطع ظهره يهلك * الحديث الثاني (قوله عن خالد) هو الحذاء وصرح به مسلم في روايته من طريق غندر عن شعبة (قوله إن رجلا ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فاثنى عليه رجل خيرا) وفى رواية غندر فقال يا رسول الله ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه في كذا وكذا العلة يعنى الصلاة لما سيأتي (قوله ويحك) هي كلمة رحمة وتوجع وويل كلمة عذاب وقد تأتى موضع ويح كما سأذكره (قوله قطعت عنق صاحبك يقوله مرارا) في رواية يزيد بن زريع عن خالد الحذاء التي مضت في الشهادات ويحك قطعت عنق صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا في رواية وهيب التي سأنبه عليها بعد أنه قال ذلك ثلاثا (قوله إن كان أحدكم) في رواية يزيد بن زريغ وقال إن كان (قوله لا محالة) أي لا حيلة له في ترك ذلك وهى بمعنى لابد والميم زائدة ويحتمل ان يكون من الحول أي القوة والحركة (قوله فليقل احسب كذا وكذا إن كان يرى) بضم أوله أي يظن ووقع في رواية يزيد بن زريع إن كان يعلم ذلك وكذا في رواية وهيب (قوله والله حسيبه)
(٣٩٧)