بفتح أوله وكسر ثانيه وبعد التحتانية الساكنة موحدة أي كافيه ويحتمل ان يكون هنا فعيل من الحساب أي محاسبه على عمله الذي يعلم حقيقته وهى جملة اعتراضية وقال الطيبى هي من تتمة المقول والجملة الشرطية حال من فاعل فليقل والمعنى فليقل احسب ان فلانا كذا إن كان يحسب ذلك منه والله يعلم سره لأنه هو الذي يجازيه ولا يقل أتيقن ولا أتحقق جاز ما بذلك (قوله ولا يزكى على الله أحد) كذا لأبي ذر عن المستملى والسرخسي بفتح الكاف على البناء للمجهول وفى رواية الكشميهني ولا يزكى بكسر الكاف على البناء للفاعل وهو المخاطب أولا المقول له فليقل وكذا في أكثر الروايات وفى رواية غندر ولا أزكى بهمزة بدل التحتانية أي لا اقطع على عاقبة أحد ولا على ما في ضميره لكون ذلك مغيبا عنه وجئ بذلك بلفظ الخبر ومعناه النهى أي لا تزكوا أحدا على الله لأنه اعلم بكم منكم (قوله قال وهيب عن خالد) يعنى بسنده المتقدم (ويلك) أي وقع في روايته ويلك بدل ويحل وستأتي رواية وهيب موصولة في باب ما جاء في قول الرجل ويلك ويأتي شرح هذه اللفظة هناك قال ابن بطال حاصل النهى ان من أفرط في مدح آخر بما ليس فيه لم يأمن على الممدوح العجب لظنه انه بتلك المنزلة فربما ضيع العمل والازدياد من الخير اتكالا على ما وصف به ولذلك تأول العلماء في الحديث الاخر احثوا في وجوه المداحين التراب ان المراد من يمدح الناس في وجوههم بالباطل وقال عمر المدح هو الذبح قال واما من مدح بما فيه فلا يدخل في النهى فقد مدح صلى الله عليه وسلم في الشعر والخطب والمخاطبة ولم يحث في وجه مادحه ترابا انتهى ملخصا فاما الحديث المشار إليه فأخرجه مسلم من حديث المقداد وللعلماء فيه خمسة أقوال أحدها هذا وهو حمله على ظاهره واستعمله المقداد راوي الحديث والثاني الخيبة والحرمان كقولهم لمن رجع خائبا رجع وكفه مملوأة ترابا والثالث قولوا له بفيك التراب والعرب تستعمل ذلك لمن تكره قوله والرابع ان ذلك يتعلق بالممدوح كان يأخذ ترابا فيبذره بين يديه يتذكر بذلك مصيره إليه فلا يطغى بالمدح الذي سمعه والخامس المراد بحثو التراب في وجه المادح اعطاؤه ما طلب لان كل فوق التراب وبهذا جزم البيضاوي وقال شبه الاعطاء بالحثى على سبيل الترشيح والمبالغة في التقليل والاستهانة قال الطيبى ويحتمل ان يراد دفعه عنه وقطع لسانه عن عرضه بما يرضيه من الرضخ والدافع قد يدفع خصمه بحثي التراب على وجهه استهانة به واما الأثر عن عمر فورد مرفوعا أخرجه ابن ماجة واحمد من حديث معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكره بلفظ إياكم والتمادح فإنه الذبح والى لفظ هذه الرواية رمز البخاري في الترجمة وأخرجه البيهقي في الشعب مطولا وفيه وإياكم والمدح فإنه من الذبح واما ما مدح به النبي صلى الله عليه وسلم فقد ارشد مادحيه إلى ما يجوز من ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم الحديث وقد تقدم بيانه في أحاديث الأنبياء وقد ضبط العلماء المبالغة الجائزة من المبالغة الممنوعة بان الجائزة يصحبها شرط أو تقريب والممنوعة بخلافها ويستثنى من ذلك ما جاء عن المعصوم فإنه لا يحتاج إلى قيد كالألفاظ التي وصف النبي صلى الله عليه وسلم بها بعض الصحابة مثل قوله لابن عمر نعم العبد عبد الله وغير ذلك وقال الغزالي في الاحياء آفة المدح في المادح انه قد يكذب وقد يرائي الممدوح بمدحه ولا سيما إن كان فاسقا أو ظالما فقد جاء في حديث انس رفعه إذا مدح الفاسق غضب الرب أخرجه أبو يعلى وابن أبي
(٣٩٨)