ذلك على نفسه والغرض من ذلك أن الحميدي مع تتبعه واعتنائه لم ينبه على ما وقع في هذه اللفظة من الاختلاف وكذا أغفل ابن عبد البر التنبيه عليها وهى على شرطه في التمهيد وكذلك الدارقطني ولو تفطن لها لساقها في غرائب مالك كعادته في انظارها ولكنه لم يتعرض لها فلعلها من تغيير بعض الرواة بعد البخاري والله أعلم (قوله باب ما يجوز من الظن) كذا للنسفي ولأبي ذر عن الكشميهني وكذا في ابن بطال وفى رواية القابسي والجرجاني ما يكره وللباقين ما يكون والأول أليق بسياق الحديث (قوله ما أظن فلانا وفلانا) لم اقف على تسميتهما وقد ذكر الليث في الرواية الأولى انهما كانا منافقين (قوله يعرفان من ديننا شيئا وفى الرواية الأخرى يعرفان ديننا الذي نحن عليه قال الداودي تأويل الليث بعيد ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف جميع المنافقين كذا قال وقال غيره الحديث لا يطابق الترجمة لان في الترجمة اثبات الظن وفى الحديث نفى الظن والجواب ان النفي في الحديث لظن النفي لا لنفى الظن فلا تنافى بينه وبين الترجمة وحاصل الترجمة ان مثل هذا الذي وقع في الحديث ليس من الظن المنهى عنه لأنه في مقام التحذير من مثل من كان حاله كحال الرجلين والنهى انما هو عن الظن السوء بالمسلم السالم في دينه وعرضه وقد قال ابن عمر انا كنا إذا فقدنا الرجل في عشاء الآخرة أسأنا به الظن ومعناه انه لا يغيب الا لأمر سيئ اما في بدنه واما في دينه (قوله باب ستر المؤمن على نفسه) أي إذا وقع منه ما يعاب فيشرع له ويندب له (قوله عبد العزيز بن عبد الله) هو الأويسي (قوله عن ابن اخى ابن شهاب) هو محمد بن عبد الله بن مسلم الزهري ووقع في رواية لأبي نعيم في المستخرج من وجه آخر عن عبد العزيز شيخ البخاري فيه حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن عبد الله ابن اخى ابن شهاب وقد روى إبراهيم بن سعد عن الزهري نفسه الكبير وربما ادخل بينهما واسطة مثل هذا (قوله عن ابن شهاب) في رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن اخى ابن شهاب عن عمه أخرجه مسلم والإسماعيلي (قوله كال أمتي معافى) بفتح الفاء مقصور اسم مفعول من العافية وهو اما بمعنى عفا الله عنه واما سلمه الله وسلم منه (قوله الا المجاهرين) كذا للأكثر وكذا في رواية مسلم ومستخرجي الإسماعيلي وأبى نعيم بالنصب وفى رواية النسفي الا المجاهرون بالرفع وعليها شرح ابن بطال وابن التين وقال كذا وقع وصوابه عند البصريين بالنصب وأجاز الكوفيون الرفع في الاستثناء المنقطع كذا قال وقال ابن مالك الا على هذا بمعنى لكن وعليها خرجوا قراءة ابن كثيرو أبى عمرو ولا يلتفت منكم أحد الا امرأتك أي لكن امرأتك انه مصيبها ما أصابهم وكذلك هنا المعنى لكن المجاهرون بالمعاصي لا يعافون فالمجاهرون مبتدأ والخبر محذوف وقال الكرماني حق الكلام النصب الا ان يقال العفو بمعنى الترك وهو نوع من النفي ومحصل الكلام كل واحد من الأمة يعفى عن ذنبه ولا يؤاخذ به الا الفاسق المعلن اه واختصره من كلام الطيبى فإنه قال كتب في نسخة المصابيح المجاهرون بالرفع وحقه النصب وأجاب بعض شراح المصابيح بأنه مستثنى من قوله معافى وهو في معنى النفي أي كل أمتي لا ذنب عليهم الا المجاهرون وقال الطيبى والأظهر ان يقال المعنى كل أمتي يتركون في الغيبة الا المجاهرون والعفو بمعنى الترك وفيه معنى النفي كقوله ويأبى الله الا ان يتم نوره والمجاهر الذي أظهر معصيته وكشف ما ستر الله عليه فيحدث بها وقد ذكر النووي ان من جاهر بفسقه
(٤٠٥)