لعن الله من فرق بينهما ربونا صغارا وحملناهم كبارا (قال الشيخ) وإنما تكلم فيه عثمان وجبير رضي الله عنهما لان عثمان هو ابن عفان ابن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وجبير هو ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف وهاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل كانوا اخوة فأعطى سهم ذي القربى بني هاشم وبني المطلب دون بنى عبد شمس وبنى نوفل وقال إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا اسلام وإنما بنو هاشم وبنوا المطلب شئ واحد وفى الرواية المرسلة ربونا صغارا وحملناهم أو قال وحملونا كبارا وإنما قال ذلك والله أعلم لان هاشم بن عبد مناف تزوج سلمى بنت عمرو بن لبيد بن حرام من بنى التجار بالمدينة فولدت له شيبة الحمد ثم توفى هاشم وهو معها فلما أيفع وترعرع خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من أمه وقدم به مكة وهو مردفه على راحلته فقيل عبد ملكه المطلب فغلب عليه ذلك الاسم فقيل عبد المطلب وحين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرسالة آذاه قومه وهموا به فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه وأبوا ان يسلموه فلما عرفت قريش ان لا سبيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم على بني هاشم وبني المطلب ان لا ينكحوهم (1) ولا ينكحوا إليهم ولا يبايعوهم ولا يبتاعوا منهم وعمد أبو طالب فادخلهم الشعب شعب أبى طالب في ناحية من مكة وأقامت قريش على ذلك من أمرهم في بني هاشم وبني المطلب سنتين أو ثلاثا حتى جهدوا جهدا شديدا ثم إن الله تعالى برحمته ارسل على صحيفة قريش الأرضة فلم تدع فيها اسما لله الا أكلته وبقى فيها الظلم والقطيعة والبهتان وأخبر بذلك رسوله أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طالب واستنصر به أبو طالب على قومه وقام هشام ابن عمرو بن ربيعة في جماعة ذكرهم ابن إسحاق في المغزى بنقض ما في الصحيفة وشقها فلذلك جمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سائر العطية (2) بين بني هاشم وبني المطلب وقدمهما على بنى عبد شمس وبنى نوفل وإنما وقعت البداية ببنى عبد شمس قبل نوفل لان هاشما والمطلب وعبد شمس كانوا اخوة لأب وأم وأمهم عاتكة بنت مرة ونوفل كان أخاهم لأبيهم وأمه واقدة (3) بنت حرمل وعبد مناف و عبد العزى وعبد الدار بنو قصي كانوا اخوة والبداية بعد بنى عبد مناف إنما وقعت ببنى عبد العزى لأنها كانت قبيلة خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فإنها بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قال ونيهم انهم من المطيبين - (أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان انا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري انا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شهدت غلاما حلف المطيبين فما أحب ان انكثه وان لي حمر النعم - (وأخبرنا) أبو نصر بن قتادة أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا الأديب ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو هشام المؤمل بن هشام اليشكري ثنا إسماعيل وهو ابن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق - فذكره باسناده ومعناه الا أنه قال شهدت مع عمومتي - (أخبرنا) علي بن أحمد بن عبدان انا أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن سعيد الموصلي ثنا المعلى بن مهدي ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شهدت حلفا الا حلف قريش من حلف المطيبين وما أحب ان لي به حمر النعم وانى كنت نقضته والمطيبون هاشم وأمية وزهرة ومخزوم (قال الشيخ) لا أدرى هذا التفسير من قول أبي هريرة أو من دونه (قال الشيخ) وبلغني انه إنما قيل حلف المطيبين لأنهم غمسوا أيديهم في طيب يوم تحالفوا وتصافقوا بايمانهم وذلك حين وقع التنازع بين عبد مناف وبنى عبد الدار فيما كان بأيديهم من السقاية والحجابة والرفادة واللواء والندوة فكان بنو أسد ابن عبد العزى في جماعة من قبائل قريش تبعا لبنى عبد مناف فكان لهم بذلك شرف وفضيلة وصنيعة في بنى عبد مناف وقد سماهم محمد بن إسحاق بن يسار فقال المطيبون من قبائل قريش بنو عبد مناف هاشم والمطلب وعبد شمس ونوفل وبنو زهرة وبنو أسد بن عبد العزى وبنو تيم وبنو الحارث بن فهر خمس قبائل (قال الشافعي)
(٣٦٦)