الحسن وغيره وكان أول من امن به علي بن أبي طالب وهو ابن خمس عشرة أو ست عشرة - لفظ حديثهما وفى حديث أحمد بن منصور قال عن الحسن وغير واحد قال أول من أسلم على بعد خديجة رضي الله عنها وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة - (وحدثنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن المغيرة ثنا القاسم بن الحكم ثنا مسعر عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى علي يوم بدر وهو ابن عشرين سنة (قال الإمام أحمد رحمه الله) ووقعة بدر كانت بعد ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بسنة ونصف سنة واختلفوا في قدر مقامه بمكة بعدما بعث فقيل عشرا وقيل ثلاث عشرة سنة وقيل خمس عشرة سنة فإن كان عشر أو صح ان عليا كان ابن عشرين سنة يوم بدر ورجع سنه يوم أسلم إلى قريب مما قال عروة بن الزبير وإن كان ثلاث عشرة أو خمس عشرة فإلى أقل من ذلك والله أعلم (واختلفوا) في سن علي رضي الله عنه يوم قتل فقيل خمس وستون سنة وقى ثلاث وستون وقيل أقل من ذلك واشهره ثلاث وستون على رأس أربعين من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرجع سنه يوم أسلم على قول من قال مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عشرا إلى ثلاث عشرة سنة وعلى قول من قال ثلاث عشرة إلى عشر سنين ففي أكثر الروايات كان رضي الله عنه بلغ من السن حين صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم قدرا يحتمل أن يكون احتلم فيه وما روى من الشعر محتمل للتأويل مع تضعف اسناده على أن الحكم بصحة قول البالغ دون الصبي المميز وقع شرعه بعد اسلام علي رضي الله عنه فاسلامه كان محكوما بصحته اما لأنه بقي حتى وصف الاسلام بعد بلوغه أو لان النبي صلى الله عليه وسلم خاطبه بالدعاء إلى الاسلام وغيره من الصبيان غير مخاطب أو لان قول الصبي المميز إذ ذاك كان محكوما بصحته قبل ورود الشرع بغيره أو كان قد احتلم فصار بالغا به والله أعلم (هذا وقد ذهب الحسن البصري) وغير واحد في رواية قتادة إلى أن عليا رضي الله عنه أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة كما مضى ذكره - (وقد أخبرنا) أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج ثنا حماد بن سلمة (ح وأخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ روح بن عبادة ثنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار عن ابن عباس قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ولا يرى شيئا وثمان سنين يوحى إليه وأقام بالمدينة عشر أوفى رواية حجاج بن منهال سبعا يرى الضوء ويسمع الصوت وثمانيا يوحى إليه وأقام بالمدينة عشرا - رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم (قال الإمام أحمد) والى مثل هذا ذهب الحسن في قدر ما كان يوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة فعلى هذا التفصيل يكون اسلام على بعد السنين السبع وهو بعدما أوحى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيكون مقامه بمكة بعد الوحي ثمان سنين فيكون علي رضي الله عنه على قول من قال قتل وهو ابن ثلاث وستين سنة على رأس أربعين من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلم ابن خمس عشرة سنة كما روينا عن الحسن البصري الا ان الروايات المشهورة في مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الوحي تدل على أكثر من ذلك والله أعلم - (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لبث بمكة عشر سنين ينزل عليه القرآن وبالمدينة عشر سنين ينزل عليه - رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم - وكذا رواه ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن انس بن مالك - (وأخبرنا) أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمر وبن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سريج بن النعمان ثنا حماذ بن
(٢٠٧)