معالم المدرستين - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٢٣٥
كنت أنا أغسله وكان عباس جالسا وكان أسامة وشقران يختلفان إلي بالماء. " (1) لو كان النبي انخنث وتوفي بين سحر عائشة ونحرها أو حاقنتها وذاقنتها كما قالت هي لقال الخليفة عمر لكعب الأحبار: سل أم المؤمنين عائشة عن آخر ما تكلم به رسول الله (ص) ولم يكن يحيله على الإمام علي.
وأقوى من كل الروايات السابقة رواية من شهدت ذلك من أمهات المؤمنين وهي أم سلمة قالت:
" والذي أحلف به أن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله (ص) عدناه غداة وهو يقول: جاء علي، جاء علي، مرارا فقالت فاطمة كأنك بعثته في حاجة، قالت: فجاء بعد، فظننت أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، قالت أم سلمة: وكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه رسول الله (ص) وجعل يساره ويناجيه، ثم قبض (ص) من يومه ذلك فكان أقرب الناس به عهدا " (2) وفي رواية عبد الله بن عمرو " أن رسول الله (ص) قال في مرضه ادعوا لي أخي - إلى قوله - فدعي له علي فستره بثوبه وأكب عليه..... " (3) الحديث.
ومما قاله الإمام علي (ع) عن وفاة رسول الله (ص) قوله:
" فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك فإنا لله وإنا إليه راجعون " (4).
وقال أيضا:
" ولقد قبض رسول الله - صلى الله عليه وآله - وان رأسه لعلى صدري. ولقد

(١) هذه الأحاديث الخمسة في طبقات ابن سعد، باب، من قال: توفي رسول الله (ص) في حجر علي بن أبي طالب. ط، أوربا، (ج ٢ / ق ٢ / ٥١).
(٢) أخرجه الحاكم في مستدركه (ج ٣ / ١٣٩) وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه، واعترف بصحته الذهبي في تلخيص المستدرك، وأخرجه ابن عساكر في باب، انه كان أقرب الناس عهدا برسول الله (ص) من ترجمة الإمام علي (ج ٣ / ١٤ - ١٧) بطرق متعددة، وفي مصنف ابن أبي شيبة (ج ٦ / ٣٤٨) ومجمع الزوائد (ج ٩ / ١١٢) وكنز العمال، ط، الثانية، كتاب الفضائل، فضائل علي بن أبي طالب، الحديث: ٣٧٤، (ج ١٥ / ١٢٨) وأخرجه سبط ابن الجوزي، في تذكرة خواص الأمة، باب حديث النجوى والوصية عن كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل.
(3) كنز العمال، ط، الأولى، (ج 6 / 392)، وتاريخ ابن كثير (ج 7 / 359)، وترجمة الإمام علي من تاريخ ابن عساكر، ط، بيروت، سنة 1395 ه‍ (ج 2 / 484).
(4) نهج البلاغة، الخطبة: 202.
(٢٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 230 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 ... » »»
الفهرست