يفصل بها بين الحق والباطل - (قال) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء، فقطعت يده، وشهد مع علي يوم الجمل، فقال: يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا، قال: وما علمك بذلك يا أبا سلمان؟
قال: رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني، فقتله عمرو بن يثربي، وقتل أخان سيحان يوم الجمل (255) قلت: لا يخفى أن إخبار النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها إياه إلى الجنة، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة، وآيات الاسلام، وأدلة أهل الحق، وكل من ترجم زيدا ذكر هذا، فراجع ترجمته من الاستيعاب والإصابة وغيرهما، والمحدثون أخرجوه بطريقهم المختلفة فزيد - على تشيعه - مبشر بالجنة، والحمد لله رب العالمين.
وصعصعة بن صوحان، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من إصابته.
فقال: له رواية عن عثمان وعلي، وشهد صفين مع علي، وكان خطيبا فصيحا، وله مع معاوية مواقف، (قال) وقال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب (1) وروى عنه أيضا أبو إسحاق السبيعي، والمنهال بن عمرو، و عبد الله بن بريدة، وغيرهم. (قال) وذكر العلائي في أخبار زياد: أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة إلى الجزيرة أو إلى البحرين، وقيل إلى جزيرة ابن كافان، فمات بها. ا؟. (256) كما مات أبو ذر من قبله بالربذة. وقد ذكر الذهبي صعصعة، فقال: ثقة معروف (257 ). ونقل القول بوثاقته عن ابن سعد، وعن النسائي، ووضع على اسمه الرمز إلى احتجاج النسائي به (258)، قلت: ومن لم يحتج به، فإنما