فما أنتما والنصر منا وإنما * طليق أسارى ما تبوح بها الخمر وكتب معاوية كتابا إلى أمير المؤمنين (ع) يذكر فيه من الأراجيف ما لا ينبغي ذكره، فلما وصل الكتاب إلى أمير المؤمنين قرأه وقرئ على الناس فقالوا: نحن كلنا قتلنا عثمان لأنا كنا منكرين لأفعاله، وساخطين على أعماله. فأجابه أمير المؤمنين: أما بعد فأني رأيتك قد أكثرت في قتلة عثمان فأدخل فيما دخل فيه المسلمون من بيعتي، ثم حاكم القوم إلى حملك وإياهم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وأما تلك التي تريدها فإنها خدعة الصبي عن اللبن، ولعمري لان نظرت بعقلك دون هواك لعلمت أني من أبرء الناس من دم عثمان، ولتعلمن أني كنت في عزلة إلا أن تتجنن فتجن ما بدا لك، وقد علمت أنك من أبناء الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة. فلما وصل الكتاب إلى معاوية وقرأه تغير لونه وكان قيس بن سعد حاضرا وأنشأ يقول:
ولست بناج من علي وصحبه * وان تك في جابلق لم تك ناجيا فكتب إلى أمير المؤمنين (ع): ليت القيامة قد قامت فترى المحق من المبطل فأجابه (ع): يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها، وجاء رجل من الشام إلى أمير المؤمنين فسأله ما الخبر؟ فقال الرجل: ان أهل الشام يلعنون قاتل عثمان ويضعون قميص عثمان بينهم وينظرون إليه ويبكون. فقال (ع): ما قميص عثمان بقميص يوسف، ولا بكاؤهم كبكاء أولاد يعقوب.
وا عجباه ينظرون إلى قميص عثمان فيحزنون ويبكون، وينظرون إلى رأس الحسين عليه السلام والأسارى من أهل بيت رسول الله وهم يظهرون الفرح والسرور والانبساط ويضحكون:
رأس ابن بنت محمد ووصيه * للناظرين على قناة يرفع والمسلمون بمسمع وبمنظر * لا منكر منهم ولا متفجع رقت قلوبهم على قميص عثمان وما رقت قلوبهم على بنات رسول الله (ص) ولنعم ما صنع بهم أمير تيمور وحقيق بالحمد والثناء ما فعله بهم ففي التواريخ إنه لما استقر الملك للسلطان أمير تيمور، وشرق في البلاد وغرب، وخرب من ديار أهل العناد ما خرب، ذكر ما صنعه أهل الشام بعترة نبيهم، ودخول عيال الحسين ونسائه على يزيد وما فعل أهل الشام من اللهو والطرب، وشربهم الخمور، فجعل قلبه يتوقد نارا منهم