كما ورد في مناقب شاذان بن جبرئيل أن أبا بكر انفذ إليهم بقبض الزكاة فأنكروا خلافته وقالوا: لا نسلم الزكاة إلا للنبي أو وصيه وتبين قد قبض وليس له وصي سوى علي بن أبي طالب (ع) فان أمرنا أو بعث إلينا من يتسلمه منا فها نحن جميعا حاضرون وإلا فلا نعرف أحدا سواه فسمع الرجل وبلغه الخبر وانفذ إليهم خالد بن الوليد وأمره بقتالهم وسبي نسائهم ونهب أموالهم ففعل خالد بل واشتد عليهم وأوقع الوقيعة وقتل منهم خلقا كثيرا ونهب أموالهم وحمل معه إلى المدينة أسرا من الرجال والنساء منهم خولة بنت جعفر الحنفية لما دخلت في المسجد نادت أيها الناس ما فعل رسول الله قالوا: قبض قالت: اله بنية تقصد؟
قالوا: نعم وهذه حجرته التي فيها قبره فدخلت الحجرة ونادت السلام عليك يا محمد بن عبد الله اشهد انك تسمع الكلام، وتقدر على الجواب وتعلم أنا سبينا بعد أن نشهد أن لا إله إلا الله وانك رسول الله، وجلست ناحية فقام طلحة بن عبد الله والزبير بن العوام وطرحا ثوبيهما عليها: فقالت معاشر ما لكم تصونون حلائلكم وتهتكون حلائل الغير فقالا لها لمخالفتكم الله ورسوله حتى قلتم إنا نصلي، ولا نزكي أو نزكي ولا نصلي فقالت لهما: والله ما قالها أحد من بني حنيفة وإنا لنضرب صبياننا على الصلاة من التسع وعلى الصيام من السبع ونخرج الزكاة حيث بقي من الحول عشرة أيام ويوصى مريضنا بها لوصيه والله يا قوم ما نكثنا، ولا غيرنا ولا بدلنا حتى تقتلوا رجالنا وتسبوا نسائنا ثم التفتت إلى أبي بكر، وقالت يا فلان: إن كنت وليت بحق وعلي كان راضيا بخلافتك فلم لا ترسله إلينا بقبض الزكاة وأمرنا لا نسلمها لك والله ما رضي بذلك ولا يرضى أبدا قتلت الرجال ونهبت الأموال وقطعت الأرحام فلا تجتمع معك في الدنيا، ولا في الآخرة افعل ما أنت فاعله، فضج الناس وقال الرجلان اللذان طرحا ثوبهما عليها لتغالين في ثمنك فقالت أقسمت بالله ربي وبمحمد نبي أن لا يملكني إلا من يخبرني بما رأت أمي في منامها وهي حاملة بي وما قالت لي بعد الولادة وما العلامة التي بيني وبينها؟ وإلا أن ملكني أحد منكم بقرت بطني بيدي فتذهب نفسي وماله، ويكون بذلك مطالبا في القيامة فقالوا يا بنية أبدي رؤياك التي رأت أمك حتى نعبرها لك فند ذلك دخل أمير المؤمنين في المسجد وسئل ما هذه الرجفة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالوا امرأة من بني حنيفة حرمت نفسها على المسلمين، وقالت ثمني من يخبرني بالرؤيا التي رأت أمي في منامها فقال أمير المؤمنين (ع) أخبروها تملكوها فقالوا بأجمعهم نحن لا نعلم الغيب فقال أبو بكر أخبرها يا أبا الحسن