ومررت بنساء معلقات بثديهم فسألت عنهن فقال: هم اللواتي يورثن أموال أزواجهن أولاد غيرهم، ومررت بقوم يخمشون وجوههم بأظافيرهم فسألت عنهم فقال: هؤلاء الذين يغتابون الناس، ورأيت ملكين يناديان اللهم عجل لكل منفق خلفا، ولكل ممسك تلفا، ورأيت ملكا نصفه من النار، ونصفه من الثلج وهو ينادي اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين فقال جبرئيل: هذا أنصح ملائكة الله لأهل الأرض من عباده المؤمنين يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، رجعنا إلى رواية الصدوق (ره) ثم مضى حتى إذا كان بالجبل الشرقي من بيت المقدس وجد ريحا حارة وسمع صوتا قال:
ما هذه الريح يا جبرئيل وهذا الصوت التي أسمع قال: هذه جهنم فقال النبي: أعوذ بالله من جهنم ثم وجد ريحا عن يمينه طيبة وسمع صوتا قال: ما هذه الريح التي أجدها وهذا الصوت الذي أسمع فقال: هذه الجنة فقال: أسأل الله الجنة فقال: ثم مضى حتى انتهى إلى باب مدينة بيت المقدس وفيها هرقل، وكانت أبواب المدينة تغلق كل ليلة ويؤتى بالمفاتيح وتوضع عند رأسه، فلما كانت الليلة أمتنع الباب أن تنغلق فأخبروه فقال ضاعفوا عليها من الحرس.
قال: فجاء رسول الله فدخل بيت المقدس فجاءه جبرئيل إلى الصخرة فرفعها فأخرج من تحتها ثلاثة أقداح قدحا من لبن وقدحا من عسل وقدحا من خمر فناوله قدح من اللبن فشرب ثم ناوله قدح العسل فشرب ثم ناوله قدح الخمر فقال: قد رويت يا جبرئيل قال: أما إنك لو شربته ضلت أمتك وتفرقت عنك قال: ثم أمر رسول الله (ص) في مسجد بيت المقدس بسبعين نبيا قال: وهبط مع جبرئيل ملك لم يطأ الأرض قط معه مفاتيح خزائن الأرض فقال يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول: هذه مفاتيح خزائن الأرض فإن شئت فكن نبيا ملكا فأشار إليه جبرئيل أن تواضع يا محمد فقال: بل أكون نبيا عبدا ثم صعد إلى السماء فلما انتهى إلى باب السماء أستفتح جبرئيل فقالوا: من هذا؟ قال: محمد.
قالوا: نعم المجئ جاء فدخل على ملا من الملائكة إلا وسلوا عليه ودعوا له وشيعوه، فمر على شيخ قاعد تحت شجرة وحوله أطفال فقال رسول الله: من هذا الشيخ يا جبرئيل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم قال فما هؤلاء الأطفال حوله قال: هؤلاء أطفال المؤمنين حوله يغذوهم ثم مضى فمر على شيخ قاعد على كرسي إذا نظر عن يمينه ضحك وفرح، وإذا نظر عن يساره حزن وبكى فقال: من هذا يا جبرئيل؟ قال: أبوك آدم إذا