وأعد أنصارا ليوم ظهوره * أنصار بدر عدة وعديدا ثم ينشر رايته عمودا من عمد عرش الله وسائرها من نصر الله جل جلاله لا يهوى بها إلى أحد إلا أهلكه الله عز وجل يأتيه بها جبرئيل فإذا نشرها انحط عليه ستة عشر الف ملك وثلاثماءة وثلاثة عشر ملكا كلهم ينتظرون القائم أربعة آلاف منهم كانوا مع نوح في السفينة، وأربعة آلاف مع إبراهيم حين القي في النار، وأربعة آلاف كانوا مع عيسى حين رفع إلى السماء، وثلاثماءة وثلاثة عشر في يوم بدر مع رسول الله وأربعة آلاف الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين (ع) فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر يبكون عند قبره، وينتظرون الحجة ويكونون من أنصاره وشعارهم: يا لثارات الحسين قال الصادق (ع): ما يخرج القائم إلا في أولي قوة، وما يكون أولوا القوة أقل من عشرة آلاف وإذا خرج من مكة ينادي مناديه ألا لا يحملن أحد طعاما ولا شرابا وحمل معه حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلا انفجرت منه عيون، فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظمآنا روى، ورويت دوابهم حتى ينزلوا بالكوفة فيخرج منها بضعة عشر الف يدعون التبرئة منه، ويقولون: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة. فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم فيقتل كل منافق مرتاب، ويقتل مقاتليه ثم ينزل النجف.
قال الصادق (ع): كأني أنظر القائم على ظهر النجف ركب فرسا أدهم أبلق بين عينيه شمراخ ويبني في ظهر الكوفة مسجدا له الف باب، ويتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة صفراء يريد الجمعة فلا يدركها ويأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين نهرا يجري إلى الغري حتى ينزل الماء في النجف ويعمل عليها القناطر والارحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الارحاء فتطحنه بلا كرى، ويفرق جنوده وعماله في البلاد فلا يبقى أهل بلدة إلا وهم يظنون إنه معهم في بلادهم، ويضع يده على رؤس العباد فجمع بها عقولهم، وكلت بها أحلامهم ولم يقم أحد بين يديه إلا عرفه صالح هو أم طالح.
وفيه آية المتوسمين وهي السبيل المستقيم وإن الله ينزع الخوف من قلوب شيعته ويسكنه قلوب أعدائه، فواحدهم أمضى من سنان، وأجرى من ليث يطعن عدوه برمحه ويضربه بسيفه ويدوسه بقدمه، وحد الله للشيعة في أسماعهم وأبصارهم حتى يكون بينهم