213 - ثاقب المناقب: عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري (1)، عن سعيد بن المسيب قال: إن السماء طشت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وآله - ليلا، فلما أصبح قال لعلي - عليه السلام -: انهض بنا إلى العقيق (إلى قنن الماء) (2) في حفر الأرض. قال: فاعتمد رسول الله - صلى الله عليه وآله - على يدي فمضينا، فلما وصلنا إلى العقيق نظر إلى صفاء الماء في حفر الأرض.
فقال علي لرسول الله - صلى الله عليه وآله -: لو أعلمتني من الليل [لا تخذت] (3) لك سفرة من الطعام. فقال: يا علي إن الذي أخرجنا إليه لا يضيعنا، فبينا نحن وقوف إذ نحن بغمامة قد أظلتنا ببرق ورعد حتى قربت منا، فألقت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله - سفرة عليها رمان لم تر العيون مثله، على كل رمانة ثلاثة أقشار، قشر من اللؤلؤ، وقشر من الفضة، وقشر من الذهب.
فقال لي - صلى الله عليه وآله -: قل بسم الله وكل يا علي، هذا أطيب من سفرتك، فكسرنا من (4) الرمان فإذا فيه ثلاثة ألوان من الحب، حب كالياقوت، وحب كاللؤلؤ الأبيض، وحب كالزمرد الأخضر، فيه طعم كل شئ من اللذة، فلما [أكلت] (5) ذكرت فاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -، فضربت بيدي بثلاث رمانات فوضعتهن في كمي، ثم رفعت السفرة، ثم انقلبنا نريد منازلنا، فلقينا رجلان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله -، فقال أحدهما: من أين أقبلت يا رسول الله؟ قال: من العقيق. قالوا: لو أعلمتنا لاتخذنا لك سفرة تصيب منها. فقال: إن الذي أخرجنا لم يضيعنا، فقال الآخر: يا أبا الحسن إني أجد