منبركم هذا أربعة [رهط] (1) من أصحاب محمد - صلى الله عليه وآله - منهم أنس بن مالك والبراء بن عازب الأنصاري والأشعث بن قيس الكندي وخالد بن يزيد البجلي، ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) (2) ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة.
وأما أنت يا أشعث فإن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك.
وأما أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية.
وأما أنت يابراء بن عازب إن كنت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله - وهو يقول: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية، فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه.
قال جابر بن عبد الله الأنصاري - والله - لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ورأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول: الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب [في] (3) الآخرة فاعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له