(قال:) (1) فلما كان الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن وهو يقول:
يا عزيزا في عزك، فلا أعز منك في عزك، أعزني بعز عزك في عز لا يعلم أحد كيف هو، أتوجه إليك، وأتوسل إليك بحق محمد وآل محمد عليك، أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك، واصرف عني مالا يصرفه أحد غيرك.
قال: فقال أمير المؤمنين - عليه السلام - [لأصحابه] (2): هذا والله الاسم الأكبر بالسريانية، أخبرني [به] (3) حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وآله - سأله الجنة فأعطاه، وسأله صرف النار وقد صرفها [عنه] (4).
قال: فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك الركن وهو يقول:
يامن لا يحويه مكان، ولا يخلو منه مكان، بلا كيفية كان، ارزق الاعرابي أربعة آلاف درهم.
قال: فتقدم [إليه] (5) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - فقال:
يا أعرابي سألت ربك القرى فقراك، وسألته الجنة فأعطاك، وسألت أن يصرف عنك النار وقد صرفها عنك، وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم؟ قال الاعرابي: من أنت؟ قال: أنا علي بن أبي طالب. قال الاعرابي أنت والله بغيتي، وبك أنزلت حاجتي. قال: سل يا أعرابي. قال: أريد ألف درهم للصداق، وألف درهم أقضي به ديني، وألف درهم أشتري [به] (6) دارا، وألف درهم أتعيش منه. قال: أنصفت يا أعرابي فإذا خرجت من مكة فسل عن داري بمدينة الرسول - صلى الله عليه وآله -.
وأقام الاعرابي بمكة أسبوعا، وخرج في طلب أمير المؤمنين - عليه السلام - إلى مدينة الرسول - صلى الله عليه وآله - ونادى: من يدلني على دار أمير المؤمنين