والملائكة والعرش والكرسي والشمس والقمر والنجوم وما في الأرض له بالنبوة فلما خلق آدم آبان الملائكة فضله واراهم ما خصه به من سابق العلم فجعله محرابا وقبلة لهم فسجدوا له وعرفوا حقه ثم بين لادم حقيقة ذلك النور ومكنون ذلك السر فلما حانت أيامه أودعه شيثا ولم يزل ينثقل من الأصلاب الفاخرة إلى الأرحام الطاهرة إلى أن وصل إلى عبد المطلب ثم إلى عبد الله وفى نسخة ثم صانه الله عن الخثعمية حتى وصل إلى آمنة ثم إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم فدعا الناس ظاهرا وباطنا وندبهم سرا وعلانية واستدعى الفهوم إلى القيام بحقوق ذلك السر اللطيف وندب العقول إلى الإجابة لذلك المعنى المودع في الذر قبل النسل فمن وافقه قبس من لمحات ذلك النور غشى بصر قلبه عن ادراكه واهتدى إلى السر وانتهى إلى العهد المودع في باطن الامر وغامض العلم ومن غمرته الغفلة وشغلته المحنة
(٦٤)