لا يسمعه النداء ولا يروعه الدعاء فيا طول الحزن عند انقطاع الاجل ثم يراح به على شرجع نقله اكف أربع فيضجع في قبره في لبث وضيق جدث فذهبت الجدة وانقطعت المدة ورفضته العطفة وقطعته اللطفة لا تقاربه الأخلاء ولا يلم به الزوار ولا اتسقت به الدار انقطع دونه الأثر واستعجم دونه الخبر و بكرت ورثته فأقسمت تركته ولحقه الحوب وأحاطت به الذنوب فان يكن قدم خيرا طاب مكسبه وان يكن قدم شراتب منقلبه وكيف ينفع نفسا قرارها والموت قصارها والقبر مزارها فكفى بهذا واعظا كفى يا جابر امض معي فمضيت معه حتى آتينا القبور فقال يا أهل التربة إما المنازل فقد سكنت واما المواريث فقد قسمت و إما الأزواج فقد نكحت هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم ثم أمسك عنى مليا ثم رفع رأسه فقال والذي أقل السماء فعلت وسطح الأرض فدحت لو اذن للقوم في الكلام لقالوا انا وجدنا خير الزاد
(٢٦٧)