وعافية ترهيبا وترغيبا يذمها قوم عند الندامة خدمتهم جميعا فصدقتهم وذكرتهم فذكروا ووعظتهم فاتعظوا و خوفتهم فخافوا وشوقتهم فاشتاقوا فأيها الذام للدنيا المغتر بغرورها متى استذمت إليك بل متى غرتك بنفسها بمصارع آباءك من البلى أم بمضاجع أمهاتك من الثرى كم مرضت بيديك وعللت بكفيك تستوصف لهم الدواء وتطلب لهم الأطباء لم تدرك فيه طلبتك ولم تسعف فيه بحاجاتك بل مثلت الدنيا به نفسك و بحاله حالك غداة لا ينفعك أحباءك ولا يغنى عنك نداءك حين يشتد من الموت أعالين المرض واليم لوعات المضض حين لا ينفع الأليل ولا يدفع العويل يحفز بها الحيزوم ويغص بها الحلقوم المصرع مكان الصرع أي السقوط والبلى بكسر الباء الفناء بالتحليل الثرى التراب الندا مرضت المريض أي خدمته في مرضه وعللت أي خدمته في علته الطلبة بالكسر ما يطلب أي المطلوب وتسعف نجاحتك أي تقضاها لك أعالين المرض كذا في جميع النسخ التي نقلوا فيها هذه الخطبة من الأمالي والارشاد و مطالب السئول وغيرها ولعله جمع اعلان والمراد منها امارات مرض الموت ولو عات جمع لوعة وهي الحرقة من هم أو شوق والمضض الألم والوجع ولوعة المضض حرقته والأليل الأنين والثكل والعويل رفع الصوت بالبكاء والصياح والحفز الدفع والطعن والازعاج الحيزوم وسط الصدر والظهر والبطن ويغص بها أي يضيق بها
(٢٦٦)