قال فورد هشام بن الحكم وهو أول ما اختطت لحيته، وليس فينا إلا من هو أكبر سنا منه، قال: فوسع له أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: " ناصرنا بقلبه ولسانه ويده " ثم قال: " يا حمران، كلم الرجل " فكلمه، فظهر عليه حمران، ثم قال: " يا طاقي، كلمه " فكلمه، فظهر عليه الأحول، ثم قال: " يا هشام بن سالم، كلمه " فتعارفا، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) لقيس الماصر:
" كلمه " فكلمه، فأقبل أبو عبد الله (عليه السلام) يضحك من كلامهما مما قد أصاب الشامي.
فقال للشامي: " كلم هذا الغلام ". يعني هشام بن الحكم، فقال: نعم، فقال لهشام: يا غلام، سلني في إمامة هذا، فغضب هشام حتى ارتعد، ثم قال للشامي: يا هذا، أربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه، قال: ففعل بنظره لهم ما ذا؟
قال: أقام لهم حجة ودليلا كيلا يتشتتوا أو يختلفوا، يتألفهم ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض
____________________
قوله: (فإذا هو ببعير يخب) أي يسرع ويعدو (فقال: هشام ورب الكعبة).
وفي هذا القول دلالة على كثرة سروره (عليه السلام) بقدومه، وشدة محبته (عليه السلام) له، كفى به وبقوله (عليه السلام): (ناصرنا بقلبه ولسانه ويده) عزا ومكرمة ورفعة شأن له، وشرفا وفضلا لما نال به تلك المنزلة.
وقوله: (ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتعارفا) أي تكالما بما حصل به التعارف بينهما، ومعرفة كل واحد بالآخر وبكلامه بلا غلبة لأحدهما على الآخر.
وقوله: (أربك أنظر لخلقه) أي أكثر إعانة لخلقه (أم خلقه لأنفسهم؟) ولما قال الشامي: (بل ربي) سأله عما فعل بإعانته لهم، فأجاب بأنه (أقام لهم حجة ودليلا كي لا يتفرقوا ويختلفوا (1)، يتألفهم) ذلك الدليل والحجة ويزيل اعوجاجهم وانعطافهم
وفي هذا القول دلالة على كثرة سروره (عليه السلام) بقدومه، وشدة محبته (عليه السلام) له، كفى به وبقوله (عليه السلام): (ناصرنا بقلبه ولسانه ويده) عزا ومكرمة ورفعة شأن له، وشرفا وفضلا لما نال به تلك المنزلة.
وقوله: (ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتعارفا) أي تكالما بما حصل به التعارف بينهما، ومعرفة كل واحد بالآخر وبكلامه بلا غلبة لأحدهما على الآخر.
وقوله: (أربك أنظر لخلقه) أي أكثر إعانة لخلقه (أم خلقه لأنفسهم؟) ولما قال الشامي: (بل ربي) سأله عما فعل بإعانته لهم، فأجاب بأنه (أقام لهم حجة ودليلا كي لا يتفرقوا ويختلفوا (1)، يتألفهم) ذلك الدليل والحجة ويزيل اعوجاجهم وانعطافهم