ثم قال لي: " أخرج إلى الباب، فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله؟ " قال: فأدخلت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام، وأدخلت الأحول وكان يحسن الكلام، وأدخلت هشام بن سالم وكان يحسن الكلام، وأدخلت قيس الماصر وكان عندي أحسنهم كلاما، وكان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين (عليهما السلام)، فلما استقر بنا المجلس - وكان أبو عبد الله (عليه السلام) قبل
____________________
نفي ما قاله من قوله: " ومن عندي " ولذا (1) قال (عليه السلام): (هذا خاصم (2) نفسه قبل أن يتكلم).
وقوله (عليه السلام): (إنما قلت: فويل لهم إن تركوا ما أقول) أي ما ثبت من الشارع في الدين، ووجب الأخذ به، وذهبوا إلى خلافه من الباطل الذي يريدونه، كمتكلمي العامة من المرجئة والقدرية وأشباههم.
وفيه دلالة على حسن التكلم والاشتغال بتحصيل الكلام ممن كان ميسرا له بتوفيق الله سبحانه باسترسال طبيعته، واشتغال قريحته، وسلامته عن اللجاج والعناد والانحراف الناشئ عن الحسد والرغبة إلى الفساد.
ويدل قول يونس بن يعقوب في قيس بن الماصر: " وكان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين (عليهما السلام) " [على] أنهم (عليهم السلام) كانوا يعلمون الكلام لأصحابهم، وكفى به شرفا وفضلا لهذه الصناعة على ما لم يعلموه من الصنائع وما ليس (3) من العلوم بصناعة.
وقوله (عليه السلام): (إنما قلت: فويل لهم إن تركوا ما أقول) أي ما ثبت من الشارع في الدين، ووجب الأخذ به، وذهبوا إلى خلافه من الباطل الذي يريدونه، كمتكلمي العامة من المرجئة والقدرية وأشباههم.
وفيه دلالة على حسن التكلم والاشتغال بتحصيل الكلام ممن كان ميسرا له بتوفيق الله سبحانه باسترسال طبيعته، واشتغال قريحته، وسلامته عن اللجاج والعناد والانحراف الناشئ عن الحسد والرغبة إلى الفساد.
ويدل قول يونس بن يعقوب في قيس بن الماصر: " وكان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين (عليهما السلام) " [على] أنهم (عليهم السلام) كانوا يعلمون الكلام لأصحابهم، وكفى به شرفا وفضلا لهذه الصناعة على ما لم يعلموه من الصنائع وما ليس (3) من العلوم بصناعة.