قلت: جعلت فداك، فرجت عني، فرج الله عنك، فقولك: اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فإني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل، غير أني أحب أن تشرح ذلك لي، فقال: " يا فتح، إنما قلنا: اللطيف، للخلق اللطيف، ولعلمه بالشيء اللطيف،
____________________
أجزاء وأمور متكثرة متعددة، ووحدته سبحانه نفي الكثرة والتجزؤ والتعدد فيه مطلقا.
قوله: (لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل) أي لما علمت من وجوب الفصل ونفي التشابه بينه وبين خلقه إلا أني أحب أن تشرح ذلك لي وتبين معناه ومفهومه.
وقوله: (إنما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف).
لعل المراد به أن اللطيف هو الشئ الدقيق، ثم، استعمل فيما هو سبب ومبدأ للدقيق من القوة على صنعه والعلم به، فيقال لصانعه: إنه دق ولطف بصنعه وهو صانع دقيق في صنعه، وللعالم به: إنه دق ولطف بدركه وهو عالم دقيق في دركه، وهو سبحانه قوي على خلق الدقيق لا بقوة استعمال آلة وأداة، وعالم بالدقيق لا بكيفية نفسانية؛ لاستحالة التشابه، فإنما قلنا له: " اللطيف " لما لا يعجز عن خلقه، ويخلقه لا بالقوة التي نعقلها فينا، ولا باستعمال أداة وآلة. ولما لا يجهلها ويحيط علمه بها لا بكيفية نعقلها في نفوسنا، فالمقصود باللطف فيه سبحانه نفي العجز عن خلق الدقيق، ونفي الجهل بالدقيق.
قوله: (لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل) أي لما علمت من وجوب الفصل ونفي التشابه بينه وبين خلقه إلا أني أحب أن تشرح ذلك لي وتبين معناه ومفهومه.
وقوله: (إنما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف).
لعل المراد به أن اللطيف هو الشئ الدقيق، ثم، استعمل فيما هو سبب ومبدأ للدقيق من القوة على صنعه والعلم به، فيقال لصانعه: إنه دق ولطف بصنعه وهو صانع دقيق في صنعه، وللعالم به: إنه دق ولطف بدركه وهو عالم دقيق في دركه، وهو سبحانه قوي على خلق الدقيق لا بقوة استعمال آلة وأداة، وعالم بالدقيق لا بكيفية نفسانية؛ لاستحالة التشابه، فإنما قلنا له: " اللطيف " لما لا يعجز عن خلقه، ويخلقه لا بالقوة التي نعقلها فينا، ولا باستعمال أداة وآلة. ولما لا يجهلها ويحيط علمه بها لا بكيفية نعقلها في نفوسنا، فالمقصود باللطف فيه سبحانه نفي العجز عن خلق الدقيق، ونفي الجهل بالدقيق.