9. ورواه محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن جميع بن عمير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أي شئ الله أكبر؟ " فقلت: الله أكبر من كل شئ،
____________________
سبحانه بما يعقل من الصفات التي في المخلوقات؟ ولما أجاب القائل بقوله:
(من كل شئ) علم أنه أراد الاتصاف بالكبر الإضافي، فنبه على فساده بقوله:
(حددته) لأن المتصف بصفات الخلق محدد (1) بحدود الخلق، غير خارج عن مرتبتهم. فلما علم القائل خطأه، قال: (كيف أقول؟) أي في تفسير " الله أكبر " وما معناه، فأجابه (عليه السلام) بقوله: (قل: الله أكبر من أن يوصف) ومعناه اتصافه بنفي صفات المخلوقات عنه، وتعاليه عن أن يتصف بها، فلفظ " أكبر " هاهنا ليس مستعملا فيما يعقل من المعاني الحقيقية للتفضيل، إنما استعمل في نفي هذه الصفات وتعاليه سبحانه عن الاتصاف بها، فيكون استعمالا للفظ في لازم معناه الحقيقي؛ فإن الأشد والأزيد في صفة مشتركة بين المفضل والمفضل عليه خارج عن مرتبة المفضل عليه، غير محاط بها، فاستعمل في الخروج عن مرتبة غيره ونفي المحاطية بتلك المرتبة مجردا عن الاشتراك (2) في أصل الصفة، كما أن القدرة من لوازمها نفي العجز، والعلم من لوازمه نفي الجهل، والسمع من لوازمه نفي خفاء ما يدرك بالسمع، والبصر من لوازمه نفي خفاء المدرك (3) بالبصر، واستعملت هذه الصفات فيه سبحانه باعتبار اللوازم، لا باعتبار تحقق المعقول من صفاتنا فيه سبحانه.
قوله: (أي شئ الله أكبر؟) أي ما المراد به؟ وما معناه؟
ولما أجابه بقوله: (الله أكبر من كل شئ) دل كلامه على أن المراد به اتصافه بالشدة، أو الزيادة في الصفة الموجودة في المخلوقات، ونبه على خطئه بقوله:
(من كل شئ) علم أنه أراد الاتصاف بالكبر الإضافي، فنبه على فساده بقوله:
(حددته) لأن المتصف بصفات الخلق محدد (1) بحدود الخلق، غير خارج عن مرتبتهم. فلما علم القائل خطأه، قال: (كيف أقول؟) أي في تفسير " الله أكبر " وما معناه، فأجابه (عليه السلام) بقوله: (قل: الله أكبر من أن يوصف) ومعناه اتصافه بنفي صفات المخلوقات عنه، وتعاليه عن أن يتصف بها، فلفظ " أكبر " هاهنا ليس مستعملا فيما يعقل من المعاني الحقيقية للتفضيل، إنما استعمل في نفي هذه الصفات وتعاليه سبحانه عن الاتصاف بها، فيكون استعمالا للفظ في لازم معناه الحقيقي؛ فإن الأشد والأزيد في صفة مشتركة بين المفضل والمفضل عليه خارج عن مرتبة المفضل عليه، غير محاط بها، فاستعمل في الخروج عن مرتبة غيره ونفي المحاطية بتلك المرتبة مجردا عن الاشتراك (2) في أصل الصفة، كما أن القدرة من لوازمها نفي العجز، والعلم من لوازمه نفي الجهل، والسمع من لوازمه نفي خفاء ما يدرك بالسمع، والبصر من لوازمه نفي خفاء المدرك (3) بالبصر، واستعملت هذه الصفات فيه سبحانه باعتبار اللوازم، لا باعتبار تحقق المعقول من صفاتنا فيه سبحانه.
قوله: (أي شئ الله أكبر؟) أي ما المراد به؟ وما معناه؟
ولما أجابه بقوله: (الله أكبر من كل شئ) دل كلامه على أن المراد به اتصافه بالشدة، أو الزيادة في الصفة الموجودة في المخلوقات، ونبه على خطئه بقوله: