وأما القاهر، فليس على معنى علاج ونصب واحتيال ومداراة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم بعضا، والمقهور منهم يعود قاهرا، والقاهر يعود مقهورا، ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى، على أن جميع ما خلق ملبس به الذل لفاعله وقلة الامتناع لما أراد به، لم يخرج منه طرفة عين أن يقول له: كن فيكون، والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت؛ فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
____________________
حكمها من الصورة المنطبعة في المشاعر، أو حضور أنفسنا، فالظاهر منا بارز بنفسه، معلوم بحده، وهو سبحانه ظاهر بارز الصنعة معلوم الآثار، فاشترك الاسم، واختلف المعنى.
قوله: (وأما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء...) أي ليس الباطن بمعنى الغائر في الشئ، الداخل في بطنه المستور بالظاهر، ولكن كونه باطنا استبطان علمه وحفظه وتدبيره للأشياء، فعلمه غائر في الأشياء، داخل في بطنها المستور بالظاهر منها، وكذا حفظه وتدبيره بالغ بواطن الأشياء وبطونها، المستورة بظواهرها (والباطن منا) أي من المخلوق (الغائر (1) في الشئ المستتر) بالظاهر؛ (فقد شملنا (2) الاسم واختلف المعنى).
قوله: (وأما القاهر فليس على معنى علاج ونصب واحتيال).
" العلاج ": مزاولة الفعل والسعي فيه والمداواة. و" النصب ": التعب والمشقة. و " الاحتيال ": جودة النظر والقدرة على التصرف. والقاهر في حقه سبحانه ليس بهذا المعنى، إنما قهر عباده بهذه الصفة، فاللفظ وإن اتحد فالمعنى مختلف. والقاهر من
قوله: (وأما الباطن فليس على معنى الاستبطان للأشياء...) أي ليس الباطن بمعنى الغائر في الشئ، الداخل في بطنه المستور بالظاهر، ولكن كونه باطنا استبطان علمه وحفظه وتدبيره للأشياء، فعلمه غائر في الأشياء، داخل في بطنها المستور بالظاهر منها، وكذا حفظه وتدبيره بالغ بواطن الأشياء وبطونها، المستورة بظواهرها (والباطن منا) أي من المخلوق (الغائر (1) في الشئ المستتر) بالظاهر؛ (فقد شملنا (2) الاسم واختلف المعنى).
قوله: (وأما القاهر فليس على معنى علاج ونصب واحتيال).
" العلاج ": مزاولة الفعل والسعي فيه والمداواة. و" النصب ": التعب والمشقة. و " الاحتيال ": جودة النظر والقدرة على التصرف. والقاهر في حقه سبحانه ليس بهذا المعنى، إنما قهر عباده بهذه الصفة، فاللفظ وإن اتحد فالمعنى مختلف. والقاهر من