____________________
بعد ما خلق الأشياء) أي كان الله تعالى عالما بكل شيء قبل أن يخلقه، كعلمه به بعد خلقه بلا اختلاف وتفاوت في العلم والانكشاف قبل الخلق وبعده، فلا يحصل بالحضور الوجودي زيادة في الانكشاف، ولا يحصل به شيء له لم يكن قبله، إنما الاختلاف للمعلول بالوجود العيني وعدمه.
فإن سألت عن علمه سبحانه بالأشخاص العينية بخصوصياتها الشخصية: ولا ريب في صحته بعد الخلق بحضورها العيني، وأما قبل الخلق فكيف يصح؟! ولو لم يصح فكيف يقال بعدم التفاوت مع القول بحصوله بعد الخلق؟! فلا بد من أحد أمور:
أولها: تصحيح العلم بالأشخاص على النحو الشخصي قبل الوجود.
وثانيها: التفاوت بينهما بحصوله بعد الخلق وعدمه قبله، وحمل عدم الاختلاف على عدمه في أصل العلم لا في نحوه.
وثالثها: عدم حصوله بعد الخلق أيضا، فاستمع لما يتلى عليك.
واعلم أن اختلاف الكلي والجزئي في العلم بنحو الإدراك لا في المدرك، فلا تفاوت في المعلوم المدرك بنحو الإدراك الكلي أو الجزئي، إنما الاختلاف في نحو الإدراك، ونحو الإدراك الجزئي لا يشترط بالوجود العيني في الغائب كما لا يشترط به في الحاضر؛ فإنا نعلم أن لنا أن نحكم على الأشخاص المعدومة عينا، ولا يختلف الغائب والحاضر في ذلك، إنما الاختلاف بينهما في اشتراطه في الحاضر - إذا كان جزئيا ماديا مغايرا للعالم - بآلات وقوى، وعدم اشتراطه في الغائب بها؛ لعجز
فإن سألت عن علمه سبحانه بالأشخاص العينية بخصوصياتها الشخصية: ولا ريب في صحته بعد الخلق بحضورها العيني، وأما قبل الخلق فكيف يصح؟! ولو لم يصح فكيف يقال بعدم التفاوت مع القول بحصوله بعد الخلق؟! فلا بد من أحد أمور:
أولها: تصحيح العلم بالأشخاص على النحو الشخصي قبل الوجود.
وثانيها: التفاوت بينهما بحصوله بعد الخلق وعدمه قبله، وحمل عدم الاختلاف على عدمه في أصل العلم لا في نحوه.
وثالثها: عدم حصوله بعد الخلق أيضا، فاستمع لما يتلى عليك.
واعلم أن اختلاف الكلي والجزئي في العلم بنحو الإدراك لا في المدرك، فلا تفاوت في المعلوم المدرك بنحو الإدراك الكلي أو الجزئي، إنما الاختلاف في نحو الإدراك، ونحو الإدراك الجزئي لا يشترط بالوجود العيني في الغائب كما لا يشترط به في الحاضر؛ فإنا نعلم أن لنا أن نحكم على الأشخاص المعدومة عينا، ولا يختلف الغائب والحاضر في ذلك، إنما الاختلاف بينهما في اشتراطه في الحاضر - إذا كان جزئيا ماديا مغايرا للعالم - بآلات وقوى، وعدم اشتراطه في الغائب بها؛ لعجز