دخلنا على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فحكينا له أن محمدا (صلى الله عليه وآله) رأى ربه في صورة الشاب الموفق في سن أبناء ثلاثين سنة وقلنا: إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي يقولون: إنه أجوف إلى السرة والبقية صمد؟ فخر ساجدا لله ثم قال: " سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك، فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبهوك بغيرك، اللهم لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك، ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين ". ثم التفت
____________________
وقوله: (وقلنا: إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي) حكاية قولهما (1) على ما هو المنقول عندهم وإن لم يثبت عندنا ولا نظن بهم القول به، ولم يتعرض (عليه السلام) في الجواب لحال النقل تصديقا وتكذيبا، وإنما نفى صحة القول بالصورة (فخر ساجدا لله) شكرا لما أنعم الله عليه به من معرفته بصفاته التي وصف بها ذاته تعالى (ثم قال: سبحانك ما عرفوك ولا وحدوك) أي القائلون بالصورة وما يتبعها؛ حيث قالوا بالصورة ووصفوه بصفات الأجسام من تجويف ما فوق السرة ومصمتية ما بقي، فضلوا عما هو المقصود من معرفته وتوصيفه سبحانه بما هو متوحد به (سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسك) حيث يلزم المعرفة العلم بأن العقل عاجز عن إدراكه بآلة ولا بآلة (2). ومن عرف عجزه عن معرفة ذاته سبحانه وكنه صفاته لا يصفه إلا بما وصف سبحانه به نفسه (سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبهوك بغيرك) فإن معتقد الألوهية، المقر بالتوحيد لا يطاوع نفسه أن يشبه إلهه المتوحد بالإلهية بغيره من المألوهين.
ثم صدع بالحق، وقال: (اللهم لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين).
ثم صدع بالحق، وقال: (اللهم لا أصفك إلا بما وصفت به نفسك ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني من القوم الظالمين).