4. علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن بشير البرقي،
____________________
وغرضه أن الظاهر أنه ليس من حال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وسوق الكلام يقضي أن يكون هذا وما ذكر أولا - من أنه كان في هيئة الشاب الموفق - كلاهما لموصوف واحد، فأجاب (عليه السلام) بأن من كان رجلاه في خضرة (ذاك محمد (صلى الله عليه وآله)) وصحح كون رجليه في خضرة بأنه (إذا نظر إلى ربه بقلبه جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب) لما يجب من مناسبة شديدة بين العالم والعلم والمعلوم حتى قيل باتحاد العقل والعاقل والمعقول (وإن نور الله) أي النور المنسوب إليه سبحانه لشرافته ونزاهته (منه أخضر، ومنه أحمر، ومنه أبيض، ومنه غير ذلك) فالرواية دالة على أنه (صلى الله عليه وآله) كان في نور عقلاني بتوجه (1) قلبه إلى ربه الذي هو المبدأ المفيض على الكل، وأنه كان رجلاه في نور أخضر.
فإن قيل: النور العقلاني كيف يوصف بالخضرة وشبهها؟
قلنا: النور العقلاني إذا فاض من ينبوعه على الحواس يتصف بتلك الصفات عند تنزله من عالمه العقلي إلى العالم الحسي، وحقيقة هذا من ذاك، وليس هكذا شأن ربنا جل شأنه وعظم برهانه، فهو وإن كان محقق الحقائق، فيتعالى من أن يكون شيء من حقيقته، ويشهد بذلك الكتاب والسنة الثابتة (وما شهد له الكتاب والسنة فنحن القائلون به) ولذا لا نحمل ما يروونه على ما يذهب إليه الأوهام.
فإن قيل: النور العقلاني كيف يوصف بالخضرة وشبهها؟
قلنا: النور العقلاني إذا فاض من ينبوعه على الحواس يتصف بتلك الصفات عند تنزله من عالمه العقلي إلى العالم الحسي، وحقيقة هذا من ذاك، وليس هكذا شأن ربنا جل شأنه وعظم برهانه، فهو وإن كان محقق الحقائق، فيتعالى من أن يكون شيء من حقيقته، ويشهد بذلك الكتاب والسنة الثابتة (وما شهد له الكتاب والسنة فنحن القائلون به) ولذا لا نحمل ما يروونه على ما يذهب إليه الأوهام.