2. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمد بن أبي هاشم، عن أحمد بن محسن الميثمي، قال: كنت عند أبي منصور المتطبب، فقال: أخبرني رجل من أصحابي قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق - وأومأ بيده إلى موضع الطواف - ما منهم أحد أوجب له اسم الانسانية إلا ذلك الشيخ الجالس - يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) - فأما الباقون فرعاع وبهائم. فقال له ابن أبي العوجاء: وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟ قال: لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم. فقال له ابن أبي العوجاء: لا بد من اختبار ما قلت فيه منه، قال: فقال له ابن المقفع: لا تفعل، فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك، فقال: ليس ذا رأيك، ولكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في
____________________
في حركته كالكلام في حركة الأول (1)، وينتهي بالضرورة انتهاء الأجسام المتحركة، ولكون جميعها محتاجة إلى خارج بحكم المقدمة الثالثة، فلا بد من محرك لا يكون جسما، قاهر للمتحرك في حركته، فإن لم يكن له مبدأ فهو المبدأ الأول، وإن كان له مبدأ فلا بد من مبدأ أول بحكم المقدمة الثالثة.
وإنما استدل من الحركة لضرورة احتياجها إلى المحرك؛ لضرورة خروجها من العدم إلى الوجود دون الأجسام، ولم يستدل من الكائنات الفاسدات؛ لأنه ما يتوهم أن لا مبدأ له هي العلويات دون السفليات، ولأن الغالب القاهر على العلويات أحق بالغلبة على السفليات الظاهر تأثرها من العلويات دون العكس.
وإنما استدل من الحركة لضرورة احتياجها إلى المحرك؛ لضرورة خروجها من العدم إلى الوجود دون الأجسام، ولم يستدل من الكائنات الفاسدات؛ لأنه ما يتوهم أن لا مبدأ له هي العلويات دون السفليات، ولأن الغالب القاهر على العلويات أحق بالغلبة على السفليات الظاهر تأثرها من العلويات دون العكس.