وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، لم ينسه، بل حفظ ما سمع على وجهه، فجاء به كما سمع، لم يزد فيه ولم ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ، فإن أمر النبي (صلى الله عليه وآله) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه قد كان يكون من رسول الله (صلى الله عليه وآله) الكلام له وجهان: كلام عام، وكلام خاص مثل القرآن، وقال الله عز وجل في كتابه:
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله (صلى الله عليه وآله)، وليس كل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يسأله عن الشيء
____________________
وقوله: (فإن أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل القرآن...) بيان لوجود القسم الثاني والثالث بتحقق الناسخ والمنسوخ في الأحاديث النبوية، فيقع نقل المنسوخ والقول به لغير العالم بالناسخ، ويحقق (1) العام والخاص، والكلام له وجهان فيها، فيقع الاشتباه، وينقل العام على عمومه، ويقال به ويتوهم، فيحمل ما له الوجهان على غير المراد، فيحدث عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) بما فهمه.
ولما انتهى كلامه (عليه السلام) إلى أن الأحاديث كالقرآن في الاشتمال على الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والكلام ذي الوجهين، عمم البيان بعده ما يشملهما، فبين أن ما جاز وقوعه في الحديث جاز وقوعه في القرآن، وأبان أن المرجع في بيان الكتاب والمبين له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله (2) عز وجل (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). (3) ثم بين أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أودع بيان ما يحتاج إلى البيان من الكتاب عند أهل بيته
ولما انتهى كلامه (عليه السلام) إلى أن الأحاديث كالقرآن في الاشتمال على الناسخ والمنسوخ والعام والخاص والكلام ذي الوجهين، عمم البيان بعده ما يشملهما، فبين أن ما جاز وقوعه في الحديث جاز وقوعه في القرآن، وأبان أن المرجع في بيان الكتاب والمبين له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله (2) عز وجل (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا). (3) ثم بين أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أودع بيان ما يحتاج إلى البيان من الكتاب عند أهل بيته