3. علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ".
4. علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم، عن المنقري، عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا رأيتم العالم محبا لدنياه فاتهموه على دينكم، فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب ".
____________________
والمراد بالعلم المأخوذ ما يشمل المسائل والأدلة الشرعية والبراهين العقلية، فحصول النجاة بالعلم المقرون بالعمل به، وما ذكر إنما يكون لمن يريد العلم لحقيته (1) وللعمل على وفقه ومقتضاه، [ما] يترتب عليه، ومن لم يتقيد بالأخذ من أهل العلم ولم يعمل بعلمه، فلا يكون همه بالعلم لتحقيق الحق والعمل به، وإنما همه بطلب العلم ليقال له: إنه عالم ويتبعه الجهال، ويراجعه السلاطين والأكابر من أهل الدنيا ليرخص لهم فيما يريدونه من المحظور، فيأكل من عطاياهم وجوائزهم، ويترأس بقربهم على من لا رئاسة له عليه، وهو الذي عبر عنه بقوله: (ومن أراد به الدنيا فهي حظه) أي نصيبه وما يصل إليه من طلبه العلم، وليس له من العلم والعمل المترتب عليه والنجاة المترتب عليهما حظ، إنما حظه دنياه التي نالها بطلبه.
قوله: (فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب) أي كل محب لشيء يحفظ ويتعهد من هذا الشيء ومن مقابله ما أحب، ومحبة المقابل للشيء المنافي له لا تجامع حب ذلك الشيء؛ فمن أحب الدنيا لم يحب الآخرة كما في قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها " (2) وللإشعار إلى ما ذكر قال: " يحوط ما
قوله: (فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب) أي كل محب لشيء يحفظ ويتعهد من هذا الشيء ومن مقابله ما أحب، ومحبة المقابل للشيء المنافي له لا تجامع حب ذلك الشيء؛ فمن أحب الدنيا لم يحب الآخرة كما في قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها " (2) وللإشعار إلى ما ذكر قال: " يحوط ما