للنفع وقد يراد بها ما يتاجر فيه من الأمتعة ونحوها على تسمية المفعول باسم المصدر، ولعل المراد أن كل تاجر في الدنيا للآخرة يجد نفع تجارته فيها من الجنة ونعيمها وحورها وقصورها، والله سبحانه بذاته المقدسة والتجليات اللائقة وراء هذا لهذا العبد الذي آثر هواه على هوى نفسه.
وفيه دلالة على أن للزاهدين في الجنة نعمة روحانية أيضا، ويحتمل احتمالا بعيدا أن يكون كنت له كلاما تاما دالا على أنه تعالى هو الغاية لعمله ويكون ما بعده حالا لفاعل كنت دالا على أنه تعالى هو الرقيب على عمل كل عامل، والمراد بجعل غناه في نفسه وهمته في آخرته كما في الخبر الآخر جعله غنيا في نفسه بإيصال رزقة إليه عن غيره تعالى وجهل همته وهي الإرادة والعزم القوى في أمر آخرته وهما أعظم المراتب الإنسانية إذ الإنسان بذلك الغنى لا يشاهد إلا ربه وبتلك الهمة يبلغ من حضيض النقص إلى أوج الكمال ويخرج من مذلة البعد إلى مقام الوصال.
* الأصل 2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن ابن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي وعلو ارتفاعي لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في شيء من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه وهمته في آخرته وضمنت السماوات والأرض رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر.