عما يفعل بخلاف غيره فإنه يسأل عما يفعل هل هو موافق للحكمة أم لا.
* الأصل 3 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي وعقبة جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب وكان ما أحب أن خلقه من طينة الجنة وخلق من أبغض مما أبغض وكان مما أبغض أن خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال، فقلت: وأي شيء الظلال؟ فقال: ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشيء ثم بعث منهم النبيين فدعوهم إلى الاقرار بالله عز وجل وهو قوله عز وجل: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) ثم دعوهم إلى الإقرار بالنبيين فأقر بعضهم وأنكر بعض ثم دعوهم إلى ولايتنا فأقر بها والله من أحب وأنكرها من أبغض، وهو قوله: (ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): كان التكذيب ثم.
* الشرح قوله: (إن الله عز وجل خلق الخلق فخلق من أحب مما أحب) لعل المراد بالخلق الخلق الجسماني بقرينة السياق ومحبته تعالى للعبد عبارة عن إحسانه وإكرامه وإفضاله ولطفه وهي تابعة لطاعة العبد إياه، ثم المحبة سبب لزيارة القرب حتى يصير العبد بحيث لا ينظر إلا إليه ولا يتكل إلا عليه فيصير فعله كفعله كما يدل عليه حديث التقرب بالنوافل، وسيجئ مشروحا إن شاء الله تعالى . ومن محبته أنه إذا علم طاعة الأرواح الانسانية خلق لها أبدانا من طينة الجنة ليكون ذلك معينا لها في الخيرات وهذا بداية التوفيق والإحسان ومن بغضه أنه إذا علم عصيانها خلق لها أبدانا من طينة النار وسلب عنها توفيقه فيبعثها ذلك إلى المبالغة في الشرور، وهذا بداية الاضلال والخذلان.
قوله: (ألم تر إلى ظلك في الشمس شيئا وليس بشيء) شبه الظلال بظلك في الشمس وأشار إلى وجه التشبيه بأنه شيء باعتبار وليس بشيء باعتبار آخر، وقد ذكرنا سابقا أن التكليف الأول وقع مرتين: مرة في عالم المجردات (1)