شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٠
الذر المخرج من الطينة، ويمكن أن يكون المراد بالظل هنا هو الأول ولكن لما كان تصور عالم المجر الصرف صعبا في أكثر الأذهان (1) في عدم الكثافة إذ لا كثافة في المجرد الصرف كما لا كثافة في الظل، ويمكن به ان يراد به عالم الذر المبائن لعالم الأجسام الكثيفة، وهو يحكى عن هذا العالم ويشبهه وليس منه فهو ظل بالنسبة إليه وهذا أنسب بقوله (عليه السلام) «ثم بعثهم في الظلال» فإنه يفيد ظاهرا أن بعثهم فيه بعد خلقهم من طينة الجنة وطينة النار، وحمله على الأول يحتاج إلى تكلف بعيد فليتأمل.
وأعلم: أن الأرواح المحبوبة الكاملة الهادية أعنى أرواح خاتم الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) خلقت قبل أرواح سائر البشر وطينتهم كما أشار إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبة «ألا أن الذرية أفنان أنا شجرتها، ودوحة أنا ساقتها، وإني من أحمد بمنزلة الضوء من الضوء، كنا أظلالا تحت العرش قبل البشر وقبل خلق الطينة التي كان منها البشر أشباحا عالية، لا أجساما نامية، وفيه إشارة إلى أن الكمالات التي حصلت لنفسه القدسية بواسطة كمالات نفس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشبه ذلك بصدور الضوء من الضوء كشعلة مصباح اقتبست من مصباح آخر ومن العادة في عرف المجردين تمثيل النفوس الشريفة بالأنوار والأضواء لمكان المشابهة بينهما في حصول الهداية عنها مع لطفها وصفائها وإلى كونهم أرواحا قدسية موجودة تحت رحمة الحق أو علمه قبل جميع الخلائق وعبر عن نفوسهم الطاهرة بالاظلال على سبيل الاستعارة للتنبيه على أنهم مرجعا لجميع الخلق بعد وجودهم كالاظلال.
قوله: (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) أي ليقولن خلقنا الله أو الله خلقنا على اختلاف في تقديم المحذوف وتأخيره، والمشهور الأول يعني لو سألتهم عن ذلك لاضطروا إلى الجواب المذكور بمقتضى العهد والميثاق.

1 - صعبا في أكثر الأذهان» اعترف من الشارح بان الحجج (عليهم السلام) كانوا يعبرون عن معنى لا يفهمه العامة بلفظ قريب يفهمونه. (ش)
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428