شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٧
الاختبار يعود أن إلى الغير لا إليه سبحانه.
قوله: (والطاعة والمعصية) اسناد خلقهم إليه جل شأنه اسناد إلى العلة البعيدة أو المراد به جعل المعصية معصية والطاعة طاعة، أو المراد بالخلق التقدير.
قوله: (والجنة والنار) دل على أنهما مخلوقتان الآن، ذهب إليه المحقق في التجريد وهو مذهب الأكثر والآيات والروايات شواهد صدق عليه، وذهب كثير من المعتزلة أنهما غير مخلوقين وأنما تخلقان يوم القيامة.
قوله: (وكذلك أردت) أي كون الغرض من خلقهم هو الابلاء والاختبار أردت في تقديري لهم على النحو المختلف أو للممكنات وحقائقها وصفاتها يعني أن الغرض في تقديرى الممكنات وتدبيرى فيها هو اختبار الثقلين.
قوله: (فجعلت منهم الشقي والسعيد والبصير والأعمى) السعيد من عرف ربه وسلك سبيله حتى وصل إليه، والوصول هو الغاية العظمى للسعادة بل هو عينها ولا يحصل له ذلك إلا بمجاهدته على القوة الشهوية والغضبية وغلبته على لوازمها من الاخلاق الرذيلة، الشقي من لم يعرفه ولم ينكره أو أنكره أو عرفه ولم يسلك سبيله سواء وقف فيه أو رجع عنه وجعلها وراء ظهره أو مال عنه يمنة ويسرة فالسعيد صنف واحد والشقي أصناف لاتحاد طريق الحق وكثرة طرق الباطل والظاهر أن المراد بالبصير والأعمى واجد نور الباصرة، وفاقده ويمكن أن يراد بهما واجد نور البصيرة وفاقده.
قوله: (والجميل والدهم) الجميل الحسن الوجه، والهيئة، وجمل الرجل - بالضم والكسر - فهو جميل، وامرأة جميلة. والدهم الأسود القبيح المنظر والهيئة من الدهمة، وهي السواد ومنه الفرس الأدهم إذا اشتد سواده حتى ذهب بياضه [وفي بعض النسخ «والجميل والدميم»].
قوله: (ومن به الزمانة ومن لا عاهة به) الزمانة الآفة والعاهة فعله بفتح العين وعينها ياء. وفي المصابح زمن الشخص زمنا وزمانة فهو زمن من باب تعب وهو مرض يدوم زمانا طويلا.
قوله: (فينظر الصحيح إلى الذي به العاهة) اختبر الصحيح بذي العاهة وبالعكس ولو كانوا كلهم أهل الصحة فاتت الحكمة الأولى وهي الحمد والحث عليه ولو كانوا كلهم أهل العاهة فاتت الحكمة الثانية وهي الدعاء والصبر على البلية والترغيب فيهما بل فاتت الحكمتان في كلتا الصورتين، وليس المراد بالحمد الحمد القولي فقط بل المراد الحمد مطلقا قولا كان أو فعلا بأن يصرف لسانه في أنواع الثناء وقوته في أنحاء الطاعات وجوارحه في أقسام العبادات، وقبله في التفكر في الله وفي مظاهره وآثاره، وهو كذلك اختبر الغني بالفقير وبالعكس لينظر الغني إلى الفقير
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428