شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٨
ربوبيته ووحدانيته وشهدت بها عقولهم وبصايرهم التي ركبها فيهم وجعلها مميزة بين الضلالة والهدى فكأنه أشهدهم على أنفسهم وقررهم، وقال لهم ألست بربكم وكأنهم قالوا بلي أنت ربنا شهدنا على أنفسنا وأقررنا بوحدانيتك، وباب التمثيل واسع في كلام الله ورسوله وفي كلام العرب ، وقال بعضهم: إن أخذ الذرية يعود إلى إحاطة اللوح المحفوظ بما يكون من وجود هذا النوع بأشخاصه وانتقاشه بذلك عن قلم القضاء الإلهي ونزل تمكين بني آدم من العلم بربوبيته بنصب الدلائل والاستعداد فيهم وتمكنهم من معرفتها والإقرار بها منزلة الإشهاد والاعتراف تمثيلا و تخييلا لا إخراج ولا شهادة ولاقول ولا إقرار ثمة حقيقة والفرق بين هذين القولين أن الإخراج على سبيل الحقيقة والإشهاد والجواب من باب التمثيل في الأول وكليهما من باب التمثيل في الثاني، والحق أن الإخراج والإشهاد والإقرار واخذ الميثاق بالمعاني المذكورة كلها واقعة لأنه تعالى أخرجهم وخاطبهم بقوله (ألست بربكم» وأجابوا ببلي حقيقة ولا بعد فيه نظرا إلى قدرته القاهرة وأنه تعالى جعل فيهم قوة يقدرون بها على معرفة وتوحيد نظرا في آياته وعلى الخروج مما فيهم من قوة الكمال والتكميل إلى الفعل فكان خلقهم على هذا الوجه مشابها بالإخراج والعهد والميثاق فحسن اطلاق الإخراج والميثاق على هذا الوجه على سبيل التمثيل. وهذا هو العهد القديم والعهد الأول بل لا يبعد إطلاق العهد القديم على عمله تعالى بما فيهم من تلك القوة، ثم ان بعضهم بعد الوجود العيني نقضوا الميثاق وأبطلوا تلك القوة والفطرة، وأنكروا ما أقروا به بلسان تلك القوة بحاضر لذاتهم النفسانية والوساوس الشيطانية هذا، وتفسيره (عليه السلام) يدل ظاهرا على أن إخراج الذرية من الطينة التي هي مبدأ خلق آدم (عليه السلام) وفي انطباقه على ظاهر الآية خفاء، ويمكن أن يقال: ان بني آدم كانوا كامنين في طينة آدم فكان أخراجهم منها إخراجا من ظهور بني آدم وإخراجا من ظهر آدم أيضا، أو يقال للآية ظهر وبطن وما ذكره (عليه السلام) تفسير لبطنها والله يعلم.
قوله: (إن الله عز وجل قبض قبضة من تراب التربة) القابض جبرئيل (عليه السلام)، ونسبته إلى الله تعالى مجاز باعتبار أنه الآمر والتراب مضاف إلى التربة أو التربة بدل من قبضه، ولعل المراد بها التربة السماوية والأرضية بدليل ما سبق.
قوله: (فعركها عركا شديدا) عرك ماليدن.
قوله: (فخرجوا كالذر من يمينه وشماله) تعلقت بأصحاب اليمين الأرواح المطيعة على تفاوت درجاتهم في العزم والطاعة والانقياد وبأصحاب الشمال الأرواح العاصية كذلك فوضع كل روح في موضع يناسبه ولو لم يضع كذلك لوقع الجور وهو منزه عنه.
قوله: (أمرهم جميعا ان يقعوا في النار) من امتثل بأمره في ذلك الوقت فهو مؤمن حين كونه
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428