قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول، قال: قد أقلتكم فادخلوها، فلما دنوا وأصابهم الوهج، رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا، فأمرهم بالدخول ثلاثا، كل ذلك يعصون ويرجعون وأمر اولئك ثلاثا، كل ذلك يطيعون ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم: قال فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء، وما رأيت من نزق أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما رأيت من حسن سيماء من خالفكم ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين.
* الشرح قوله: (يعتريه النزق والحدة والطيش) الاعتراء رسيد وفرا گرفتن، النزق والنزوق بر جهيدن وجستى نمودن وشتاب كردن وپيشى گرفتن. والحدة بتشديد الدال تيز شدن وتندى نمودن والطيش تيز شدن وتندى نمودن ومنحرف شدن تير از شانه. وهذه المعاني متقاربة كلها من جهة الفساد في القوة الشهوية والغضبية.
قوله: (قال لا تقل حسن السمت فأن حسن السمت سمت الطريق) في الفائق: السمت أخذ النهج ولزوم المحجة، وسمت فلان طريق يسمت ويسمت يعنى من باب نصر وضرب ثم قالوا ما أحسن سمته أي طريقة التي ينتهجها في تحرى الحير والتزي بزى الطالحين، وفي المصباح السمت والطريق والقصد والسكنة والوقار والهيئة، ولما جاء السمت بمعنى الطريق (1)