شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٣٧
يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته يا جابر! والله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معناه براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة، من كان الله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولا يتنا إلا بالعمل والورع.
* الشرح قوله: (فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه) لعل المراد بالتقوى الامتثال بالزواجز وبالطاعة الامتثال بالأوامر ويحتمل أن يراد بالتقوى تقوى القلوب وهي تخليته عما يفسده وتحليته بما يصلحه، وبالطاعة طاعة الظواهر بترك المنهيات وفعل المأمورات (وما كانوا يعرفون يا جابر) في عهد الأئمة الماضين عليهم السلام. (إلا بالتواضع والتخشع) المراد بالتواضع التذلل لله عند أوامره ونواهية وتقلد العبودية بمعرفة عجزه بين يديه، وكما افتقاره إليه، ولعباده المؤمنين تعظيمهم واجلالهم وتكريمهم وإظهار حبهم والميل إلى مجالستهم ومواكلتهم ولين القول عندهم وحسن المعاشرة معهم والابتداء بسلامهم والرفق بذوي حاجاتهم والأقوام إلى قضاء حوائجهم والمبادرة إلى خدمتهم وغير ذلك مما يدل على ضعته عندهم وعدم تكبره عليهم، والمراد بالخشوع التذلل لله مع الخوف منه كما صرح به المحققين، ثم قال وبذلك فسر في قوله تعالى (والذين هم في صلاتهم خاشعون» وقال صاحب المصباح: خضع لغريمه خضوعا ذل وإستكان والخضوع قريب من الخشوع إلا أن الخشوع أكثر ما يستعمل في الصوت والخضوع في الإعناق، أقول: ثم شارع وصف القلب والجوارح به كما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) «أنه رأى رجلا يعبث بلحيته قي صلاته فقال:
أما أنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه» والمراد بخشوع القلب اشتغاله بذكر الله تعالى وتوجهه إليه، وإعراضه عما سواه، وإذا حصل له هذه الفضيلة حمل الجوارح على ما هو المطلوب مع انكسار وتذلل وخوف على مخالفتها لغفلة أو سهو أو لغرض من الأغراض النفسانية، واشتغال الجوارح بذلك عبارة عن خشوعها.
(والأمانة) وهي حالة نفسانية توجب سكون القلب وطمأنينته، وعدم ميله إلى المكر والحيلة، ومنه فلان مأمون الغائلة أي ليس له مكر يخشى. ولعل المراد بها حفظ الوديعة والعهد من الله تعالى أو مع الناس، ومن طرق العامة «الأمانة غني» أي من شهربها كثر معاملوه فاستغني. (وكثرة ذكر الله) باللسان والقلب خصوصا في مقام الأوامر والنواهي والنوائب (والصوم والصلاة والصوم والصلاة) على أركانهما وشرائطهما وفعلهما كذلك دليل على كمال القوة النظرية والعلمية، والواو للعطف على الكثرة أو على ذكر الله.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428