شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٢١
شدائد الدارين من الحرص على الدنيا واقتراف الذنوب والغفلة عن الحق والمتقي منزه عن جميع ذلك وفي الثاني أن فيضه تعالى وجوده عام لا بخل فيه وإنما المانع من قبول فيضه هو بعد العبد عنه وعدم إستعداده له بالذنوب. فإذا اتقى منها قرب منه تعالى واستحق قبول فيضه بلا تعب ولا كلفة. فيجمع بذلك خير الدنيا والآخرة.
* الشرح (وقال أبو عبد الله (عليه السلام) ان حب الشرف والذكر) أي حب الجاه والرياسة والعزة بين الناس وحب الذكر والمدح والثناء منهم والشهرة فيهم.
(لا يكونان في قلب الخائف الراهب) لأن حب ذلك من آثار الميل إلى الدنيا وأهلها وهما منزهان عنه، وأيضا حبها من الأمراض النفسانية المهلكة والخوف والرهبة يهذبان النفس منها. ومن ثم قالوا: الخوف نار الخوف نار تحرق الوساوس والهواجس. وذكر الراهب بعد الخائف من باب ذكر الخاص بعد العام لزادة الاهتمام إذا الرهبة بمعنى الخشية وهي أخص من الخوف كما مر، وأيضا الراهب هو الخائف التارك لإشغال الدنيا وملاذها حتى حلالها والمعتزل عن أهلها والمتحمل لمشاقها ومشاق التكاليف وغيرها.
* الأصل 8 - علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين صلوات - الله عليهما قال: إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم، فلم بهم، فلم ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل، فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى ألجأت على جزيرة من جزائر البحر وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يدع لله حرمة إلا انتهكها فلم يعلم إلا والمرأة قائمة على رأسه، فرق رأسه إليها فقال: إنسية أم جنية؟ فقالت: إنسية، فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله، فلما هم بها اضطربت، فقال لها: مالك تضطر بين؟ فقالت: أفرق من هذا - وأومأت بيدها إلى السماء - قال: فضعت من هذا شيئا؟ قالت: لا وعزته، قال: فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصغي من هذا شيئا وإنما إستكرهتك إستكراها فأنا والله أولي بهذا الفرق والخوف وأحق منك.
قال: فقام ولم يحدث شيئا ورجع إلى أهله وليست له همة إلا التوبة والمراجعة، فبينا هو يمشي إذ صادفه ارهب يمشي في الطريق، فحميت عليهما الشمس فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغامة، فقد حميت علينا الشمس، فقال الشاب: ما أعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا، قال: فأدعو أنا وتؤمن أنت، قال: نعم فأقبل الراهب يدعو الشاب يؤمن، فما كان بأسرع من أن
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428