شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢١٩
ولذلك أشار إلى أن دعواهم الخوف باطل أيضا على وجه العموم بقوله.
(ومن خاف من شيء هرب منه) بالضرورة فليس لهم خوف من فوات الرحمة وإلا لهربوا منه بترك المعاصي الموجبة لفواتها.
* الأصل 6 - ورواه علي بن محمد، رفعه قال: قلت لأبي عبد الله (عليهم السلام) إن قوما من مواليك يلمون بالمعاصي ويقولون نرجو؟ فقال: كذبوا ليسوا لنا بموال، اولئك قوم ترجحت بهم الأماني. من رجا شيئا عمل له ومن خاف من شيء هرب منه.
* الشرح قوله: (إن قوما من مواليك) أي ناصريك وتابعيك القائلين بولايتك المحبين لك، (يلمون بالمعاصي) أي ينزلون بالمعاصي ويفعلونها.
(ويقولون نرجو) الرحمة والمغفرة لأنه تعالى واسع الرحمة والمغفرة (فقال كذبوا) في دعوى الولاية والرجاء (ليسوا لنا بموال) لأن الموالاة ليست بمجرد القول بل هي محبة في الباطن ومتابعة في الظاهر لا انفكاك بينهما والحصر المفهوم من تقديم الظرف يفيد أنهم موال لغيرهم هو الشيطان (أولئك قوم ترجحت بهم الأماني) الباء للتعدية أي أمالتهم الأماني عن طريق الرشاد إلى سبيل الفساد حيث رجوا الرحمة مع انتفاء سببها وهو التمني المستعمل في المحال دون الرجاء.
* الأصل 7 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن صالح بن حمزة، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من العبادة شدة الخوف من الله عز وجل يقول الله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وقال جل ثناؤه: (فلا تخشوا الناس واخشون) وقال تبارك وتعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا)، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب.
* الشرح قوله: (إن من العبادة شدة الخوف من الله عز وجل) الخوف مبدؤه تصور عظمة الخالق ووعيده وأهوال الآخرة والتصديق بها وبحسب قوة ذلك التصور والتصديق يكون قوة الخوف وشدته، وهي مطلوبة ما لم يلغ حد القنوط، وربما يشعر ذلك باعتبار زيادة الخوف على الرجاء، ويمكن أي يقال شدة الخوف تستلزم شدة الرجاء أو يقال ذكر شدة الخوف على سبيل التمثيل كما يشعر به قوله « من العبادة» فإن منها شدة الرجاء.
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428