على وجه الكمال، وإنما قلنا الظاهر ذلك لاحتمال أن يكون العاشر جزء من الزهد الكال كالسوابق ، وإن شئت زيادة توضيح المقال فنقول على سبيل الإجمال أن كل خصلة من خصال الخير ليست لها مرتبة شخصية لا تقبل الزيادة والنقصان. بل لها عرض عريض يمكن أن يفرض فيها درجات بعضها فوق بعض، والعلم بتلك الدرجات تفصيلا وتعيينا ليس في وسعنا، وإنما هو عند أهله ففرضها عشرة وبين تفاوت مراتبها على سبيل الاجمال وتفاوت مراتب بعض الخصال على سبيل التفصيل وأشار بذلك إلى الرضاء فوق الجميع، ومن ثم كان مقام الرضاء فوق جميع مقامات السالكين لأن الرضاء ثمرة المحبة الكاملة إذا المحبة في الجملة تكون في كل مؤمن مع انتفاء فضيلة الرضاء عن أكثرهم والمحبة الكاملة ثمرة اليقين بالله وبالكمال ذاته وصفاته وصدق مقاله وحسن فعاله بحيث يرى كل سبب من أسباب المحبة مختصا به، واليقين ثمرة الورع، وهو والأعراض عن كل ما يوجب الإثم، والورع ثمرة الزهد وهو الأعراض عن الدنيا وزهراتها المانعة من السير إلى الحق، وبالجملة السالك إذا أخذ ما يعينه، وترك ما لا يعنيه وصل إلى مقام المشاهدة وإذا وصل إلى هذا المقام يستولى على قلبه المحبة التامة، وإذا حصلت له المحبة حصلت له فضيلة الرضاء فيرضى بكل ما صدر منه كما هو شأن المحب مع محبوبه.
* الأصل 11 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقى الحسن بن علي (عليهم السلام) عبد الله بن جعفر فقال: يا عبد الله! كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله، وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضاء أن يدعو الله فيستجاب له.
* الشرح قوله: (كيف يكون المؤمن مؤمنا) «كيف» للإنكار والمقصود نفي الكمال إن لم يقصد تحقير الحاكم. (وهو يسخط قسمه) الواو للحال والقسم - بالكسر - الحصة والنصيب المقدر له لصلاح حاله.
(ويحقر منزلته) عند الله تعالى لأنه تعالى جعل ذلك قسما له لرفع منزلته فتحقير القسم السبب لها تحقير لها.
(والحاكم عليه الله) عطف على منزلته، و «الله» بدل على الحاكم. أي ويحقر الحاكم عليه وهو الله لأن تحقير حكم الحاكم تحقير له، ويحتمل أن يكون الواو للحال والحاكم حينئذ مبتدأ والله خبره، والمقصود أن تحقير القسم والمنزلة مستلزمة لتحقير الله لأنه الحاكم عليه، أو أنه لا جور في