شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٠٣
على وجه الكمال، وإنما قلنا الظاهر ذلك لاحتمال أن يكون العاشر جزء من الزهد الكال كالسوابق ، وإن شئت زيادة توضيح المقال فنقول على سبيل الإجمال أن كل خصلة من خصال الخير ليست لها مرتبة شخصية لا تقبل الزيادة والنقصان. بل لها عرض عريض يمكن أن يفرض فيها درجات بعضها فوق بعض، والعلم بتلك الدرجات تفصيلا وتعيينا ليس في وسعنا، وإنما هو عند أهله ففرضها عشرة وبين تفاوت مراتبها على سبيل الاجمال وتفاوت مراتب بعض الخصال على سبيل التفصيل وأشار بذلك إلى الرضاء فوق الجميع، ومن ثم كان مقام الرضاء فوق جميع مقامات السالكين لأن الرضاء ثمرة المحبة الكاملة إذا المحبة في الجملة تكون في كل مؤمن مع انتفاء فضيلة الرضاء عن أكثرهم والمحبة الكاملة ثمرة اليقين بالله وبالكمال ذاته وصفاته وصدق مقاله وحسن فعاله بحيث يرى كل سبب من أسباب المحبة مختصا به، واليقين ثمرة الورع، وهو والأعراض عن كل ما يوجب الإثم، والورع ثمرة الزهد وهو الأعراض عن الدنيا وزهراتها المانعة من السير إلى الحق، وبالجملة السالك إذا أخذ ما يعينه، وترك ما لا يعنيه وصل إلى مقام المشاهدة وإذا وصل إلى هذا المقام يستولى على قلبه المحبة التامة، وإذا حصلت له المحبة حصلت له فضيلة الرضاء فيرضى بكل ما صدر منه كما هو شأن المحب مع محبوبه.
* الأصل 11 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقى الحسن بن علي (عليهم السلام) عبد الله بن جعفر فقال: يا عبد الله! كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله، وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضاء أن يدعو الله فيستجاب له.
* الشرح قوله: (كيف يكون المؤمن مؤمنا) «كيف» للإنكار والمقصود نفي الكمال إن لم يقصد تحقير الحاكم. (وهو يسخط قسمه) الواو للحال والقسم - بالكسر - الحصة والنصيب المقدر له لصلاح حاله.
(ويحقر منزلته) عند الله تعالى لأنه تعالى جعل ذلك قسما له لرفع منزلته فتحقير القسم السبب لها تحقير لها.
(والحاكم عليه الله) عطف على منزلته، و «الله» بدل على الحاكم. أي ويحقر الحاكم عليه وهو الله لأن تحقير حكم الحاكم تحقير له، ويحتمل أن يكون الواو للحال والحاكم حينئذ مبتدأ والله خبره، والمقصود أن تحقير القسم والمنزلة مستلزمة لتحقير الله لأنه الحاكم عليه، أو أنه لا جور في
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428