شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٠٤
تقسيمه فكيف يحقر ما قدره له من القسم.
(وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضاء) هجس الأمر في القلب أي وقع وخطر (أن يدعو الله فيستجاب له) الرضاء بالقسم شكر للنعمة والمنعم وهو يوجب الزيادة فيكف إذا طلبها من الله فإنه لا يرده.
* الأصل 12 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له بأي شيء يعلم المؤمن بأنه مؤمن؟ قال: بالتسليم لله والرضاء فيما ورد عليه من سرور أو سخط.
* الشرح قوله: (بأي شيء يعلم المؤمن بأنه مؤمن) لعل المراد بالمؤمن المؤمن الكامل وله علامات أقواها التسليم لله في حكمه وتلقيه بالقبول ظاهرا وباطنا والرضاء بكل ما ورد عليه مما يوجب السرور أو السخط ويوافق الطبع أو يخالفه. قال المحقق الطوسي في أوصاف الأشراف نقل إن واحد من أهل الرضاء مضى له سبعون سنة ولم يقل ليت كان ذاك وليت لم يكن هذا وسئل أي أثر بلغك من الرضاء قال بلغني شائبة من الرضاء وريح منه ومع ذلك لو جعلني الله صراط جهنم ومر على الخلايق كلهم ودخلوا الجنة ثم أدخلني وحدي في النار لم يخطر ببالي لم كان حظى هذا وحظ غيرى ذاك.
* الأصل 13 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن الحسين بن المختار، عن عبد الله ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره.
* الشرح قوله: (لم يكن رسول الله (عليه السلام) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره) روى مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: وأن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كذا لم يصبني كذا فإن «لو» تفتح عمل الشيطان» (1) أقول ينبغي للمؤمن من أن يطلب من طريق أحله الله ما ينتفع به في أمر دنياه وآخرته الذي يصون به دينه وعياله ومروته وعرضه، ولا يعجز في تحصيل ذلك ويتكل على القدر فينسب إلى التفريط شرعا وعادة ومع الطلب فلابد من الاستعانة بالله واللجأ إليه، وبسلوك هاتين الطريقتين يحصل خير الدارين. ثم إن أصابة شيء بعد ذلك ينبغي له التسليم والرضاء بقضاء الله وترك أن

١ - صحيح مسلم ج ٨ ص ٥٦ بأدنى اختلاف في اللفظ.
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428