تقسيمه فكيف يحقر ما قدره له من القسم.
(وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضاء) هجس الأمر في القلب أي وقع وخطر (أن يدعو الله فيستجاب له) الرضاء بالقسم شكر للنعمة والمنعم وهو يوجب الزيادة فيكف إذا طلبها من الله فإنه لا يرده.
* الأصل 12 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له بأي شيء يعلم المؤمن بأنه مؤمن؟ قال: بالتسليم لله والرضاء فيما ورد عليه من سرور أو سخط.
* الشرح قوله: (بأي شيء يعلم المؤمن بأنه مؤمن) لعل المراد بالمؤمن المؤمن الكامل وله علامات أقواها التسليم لله في حكمه وتلقيه بالقبول ظاهرا وباطنا والرضاء بكل ما ورد عليه مما يوجب السرور أو السخط ويوافق الطبع أو يخالفه. قال المحقق الطوسي في أوصاف الأشراف نقل إن واحد من أهل الرضاء مضى له سبعون سنة ولم يقل ليت كان ذاك وليت لم يكن هذا وسئل أي أثر بلغك من الرضاء قال بلغني شائبة من الرضاء وريح منه ومع ذلك لو جعلني الله صراط جهنم ومر على الخلايق كلهم ودخلوا الجنة ثم أدخلني وحدي في النار لم يخطر ببالي لم كان حظى هذا وحظ غيرى ذاك.
* الأصل 13 - عنه، عن أبيه، عن ابن سنان، عن الحسين بن المختار، عن عبد الله ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره.
* الشرح قوله: (لم يكن رسول الله (عليه السلام) يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره) روى مسلم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: وأن أصابك شيء فلا تقل لو أنى فعلت كذا لم يصبني كذا فإن «لو» تفتح عمل الشيطان» (1) أقول ينبغي للمؤمن من أن يطلب من طريق أحله الله ما ينتفع به في أمر دنياه وآخرته الذي يصون به دينه وعياله ومروته وعرضه، ولا يعجز في تحصيل ذلك ويتكل على القدر فينسب إلى التفريط شرعا وعادة ومع الطلب فلابد من الاستعانة بالله واللجأ إليه، وبسلوك هاتين الطريقتين يحصل خير الدارين. ثم إن أصابة شيء بعد ذلك ينبغي له التسليم والرضاء بقضاء الله وترك أن