أساء استغفر الله، فهذا مسلم بالغ ". (1) فهذا دليل قاطع على أن القدر قد يستعمل بمعنى التفويض وقد قوبل بالجبر، فلابد أن يكون المراد به هو؛ والله أعلم.
* قوله (عليه السلام): التي بينهما إلخ [ص 159 ح 10] لأنه إذا لم يفوض إلى العباد أمرهم فلابد من الأمر والنهي، وذوات المأمور به والمنهي عنه " لا يعلمها إلا العالم "، أي المعصوم. " أو من علمه العالم " (عليه السلام) وهذا حق لا شبهة فيه.
قوله تعالى: يا ابن آدم بمشيئتي إلخ [ص 160 ح 12] معنى الحديث - والله أعلم - أنك يا ابن آدم بمشيئتي، أي بما خلقت فيك من المشيئة كنت الذي تشاء، وبقدرتي التي خلقتها فيك أديت إلي فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي، فما أصابك من حسنة فمني، إذ كنت أنا السبب في خلق ما توصلت به إلى الحسنة، وإنما خلقته لتتوصل به إلى ذلك، فأنا أولى بها منك، وما أصابك من سيئة فأنت أولى بها مني؛ لأني وإن كنت خلقت فيك ما أصبت بسببه المعصية؛ إلا أني لم أخلقه إلا لتباشر به الحسنة تفوز به في الآخرة برفيع الدرجات، فحيث خالفتني كنت أنت أولى بذلك مني، وذلك أني أنا القادر المطلق وأنت المقدور عليه، فما فعلت من خير فأنا أولى به، وما فعلت من شر فأنت أولى به، والتعليل ما مر.
قوله (عليه السلام): ولكن أمر بين أمرين [ص 160 ح 13] حاصل معنى " أمر بين أمرين " أنه سبحانه لم يجبر العباد على الطاعة والمعصية ولم يفوض الأمر إليهم، أي لم يتركهم بلا أمر ونهي، بل أمر ونهي وأراهم النجدين،