ممن لا يعلم، قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمه.
2 - حدثنا الحسين بن إبراهيم بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن محمد بن سنان قال: كنت عند مولاي الرضا " ع " بخراسان وكان المأمون يقعده على يمينه إذا قعد للناس يوم الاثنين ويوم الخميس فرفع إلى المأمون ان رجلا من الصوفية سرق فامر باحضاره فلما نظر إليه وجده متقشفا بين عينيه اثر السجود فقال سواة لهذه الآثار الجميلة وهذا الفعل القبيح تنسب إلى السرقة مع ما أرى من جميع آثارك وظاهرك قال: فقال ذلك اضطرارا لا اختيارا حين منعتني حقي من الخمس والفئ قال المأمون: وأي حق لك في الخمس والفي؟ قال إن الله تعالى قسم الخمس ستة أقسام فقال: (واعلموا إنما غنمتم من شئ فان لله خمسة وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان) وقسم الفئ على ستة أسهم فقال الله تعالى:
(ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم) فمنعتني حقي وانا ابن السبيل منقطع بي ومسكين لا ارجع إلى شئ ومن حملة القرآن فقال المأمون: أعطل حدا من حدود الله وحكما من أحكامه في السارق من أجل أساطير هذه؟ فقال الصوفي إبدأ بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم حد الله عليها، فالتفت المأمون إلى أبى الحسن " ع " فقال: ما يقول؟ فقال إنه يقول سرقت فسرق، فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي والله لأقطعنك فقال الصوفي أتقطعني وأنت عبد لي فقال:
المأمون ويلك ومن أين صرت عبدا؟ لك قال لان أمك اشتريت من مال المسلمين فأنت عبد لمن في المشرق والمغرب حتى يعتقوك وأنا لم أعتقك ثم بلعت الخمس بعد ذلك فلا أعطيت آل الرسول حقا ولا أعطيتني ونظرائي حقا، وأخرى ان الخبيث لا يطهر خبيثا إنما يطهره طاهر، ومن في جنبه الحد فلا