الكافي - الشيخ الكليني - ج ٣ - الصفحة ١٦٣
خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه كائنا ما كان صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة فقال الرجل: يا ابن رسول الله لا والله ما أخبر ابن قيس الماصر بهذا أبدا، فقال: ذلك إليك (1).
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل ما بال الميت (2) يمنى؟ قال: النطفة التي خلق منها يرمي بها.
3 - بعض أصحابنا، عن علي بن الحسن الميثمي، عن هارون بن حمزة، عن بعض أصحابنا، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال: إن المخلوق لا يموت حتى تخرج منه النطفة التي خلق منها من فيه أو من عينه (3).

(1) كأنه (عليه السلام) أشار بالتربة إلى البدن المثالي الذي يرى الانسان نفسه فيه في النوم وقد مضت الإشارة إليه [ص 128] وقد يعبر عنه بالطينة أيضا فإنه هو الذي خلق الانسان بما هو انسان منه وفيه يعاد في البرزخ ومنه يخرج عند البعث وهو الذي عجن به النطفة في الرحم بعد أربعين ليلة وهو الروح الذي يخرج من البدن العنصري الذي حصل من النطفة المعجونة به واطلاق التربة والطينة عليه باعتبار كونه مادة وأصلا في خلق الانسان بما هو انسان أعني من حيث روحه واما النطفة التي خرجت مع الروح فهي عبارة عن الرطوبات التي يسيل عن البدن عند مفارقة الروح عنه لفقدان القوة الماسكة عنه حينئذ وإنما عبر عنها بالنطفة لأنها تخرج عنه حين توجه الروح إلى عالم آخر وفنائه فيما يرد عليه منه بالكلية بحيث لا يقدر على امساكها كما أن المنى يخرج عنه حين إقباله على ما يشتهيه وفنائه فيه بالكلية بحيث لا يقدر على امساكه لنقصان حياته حينئذ وإنما جعلت بعينها النطفة الأولى لان مادتها كمادة سائر أجزاء البدن هي بعينها مادة النطفة الأولى تواردت عليها الصور واحدة بعد أخرى إلى أن يفارق عنها الروح فان قيل: فالغسل ينبغي أن يرد على الروح دون هذا البدن الذي هو بمنزلة النطفة الخارجة عنه قلنا: لما كان الروح مما لا ينال إليه الأيدي وهذا البدن على هيئته وكان له نوع اتحاد معه يفعل له ما ينبغي أن يفعل مع الروح من الاستقبال والتغسيل والتكفين والدفن وغير ذلك فان الظاهر عنوان الباطن. (في) (2) أي يخرج من عينه الماء الغليظ الشبيه بالمنى. (آت) (3) في بعض النسخ [أو من غيره]. وروى الصدوق - رحمه الله - في العلل هذا المضمون بأسانيد قوية وظاهرها خروج المنى الأول بعينها من عينه أو فيه. ويمكن أن يحفظ الله تعالى جزءا من تلك النطفة في بدنه مدة حياته ويحتمل أن يكون المراد ان هذا الماء من جنس النطفة فعلة الغسل مشتركة. (آت)
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست