المحلى - ابن حزم - ج ٣ - الصفحة ٢١٥
وذكر الحديث وفيه: (ان حمزة صعد النظر إلى ركبتي رسول الله صلى الله وسلم ثم صعد النظر إلى سرته) وذكر باقي الحديث (1) فلو كانت السرة عورة لما أطلق الله حمزة ولا غيره على النظر إليها * وقد روينا من طريق أبي داود: حدثني مسلم بن إبراهيم ثنا هشام هو الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال: (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم على وركه من وثء كان به) (2) فلو كانت الورك (3) عورة ما كشفها عليه السلام إلى الحجام وهذا اسناد أعظم آمالهم أن يظفروا بمثله لأنفسهم وأما نحن فغانون بالصحيح على ما لا نراه حجة، (4) ومعاذ الله من أن نحتج في مكان بما لا نراه حجة (5) في كل مكان، تعصبا للتقليد، واستهانة بالشريعة. * وهذا الذي قلنا به هو قول جمهور السلف، كما روينا من طريق محمد ابن المثنى: ثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع (6) يخبر عن جبير بن الحويرث (7) قال: رأيت أبا بكر الصديق واقفا على قزح (8) يقول يا أيها الناس أصبحوا، واني

(١) في صحيح مسلم (ج ٢ ص ١٢٣) (٢) الوثء بفتح الواو واسكان الثاء المثلثة: وجع يصيب العضو من غير كسر. والحديث في أبى داود (ج ٤ ص ٣ و ٤) (٣) في الأصل (فلو كان الورك) وهو خطأ، لان الورك مؤنث كما نص عليه الفراء في كتاب (المذكر والمؤنث ص ١٤) واللسان والمصباح.
(٤) في الأصل (فعانون؟) بدون نقط، فإذا كانت صحتها (عانون) بالعين المهملة فذلك جائز، يقال (هو معنى بأمره وعان بأمره وعن بأمره) والتركيب غير جيد اذن. وإذا كانت صحتها (غانون) بالغين المعجمة - وهو الذي نختاره - فكان الأحسن في التركيب (عما لا نراه) يقال (رجل غان عن كذا أي مستغن) (٥) في الأصل (في مكان لا نراه حجة) بحذف (بما) وهو خطأ ظاهر (٦) ويقال في اسمه (عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع) ولعله الأرجح. وانظر التهذيب وتعجيل المنفعة وابن سعد (ج ٥ ص ١١١) (٧) رجح ابن حجر في الإصابة وتعجيل المنفعة أن له صحبة (8) بضم القاف وفتح الزاي: جبل بمزدلفة *
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»
الفهرست