في اشتماله على اجزاء مترتبة بعضها طبيعية على مراتبها وبعضها نفسانية على درجاتها وبعضها عقلية على طبقاتها وكما أنها مترتبة في الذوات والجواهر بالشرف والفضيلة بعضها اشرف وأفضل وبعضها أدون وأخس فكذلك مترتبة في اللذة والبهجة فلذة بعضها عقلية وبعضها حيوانية خيالية وبعضها حيوانية حسية وبعضها من باب الميل الطبيعي فمحبوبات الجواهر متفننة الا انها مترتبة فأدناها ما للطبائع السارية في الأجسام وأعلاها ما للملائكة المقربين والعشاق الإلهيين في ملاحظتهم لأنوار جمال الله وجلاله وقد أقمنا البراهين على تجدد الطبائع الجسمية وحركاتها الجوهرية وان جميع هذه الطبائع متحركة نحو المبدء الاعلى مرتقية من مهبط الجسمية إلى العالم العقلي والمنزل العلوي على التدريج كالانسان الذي يتدرج في حركته الجوهرية من أدون المنازل إلى أعلاها ومن حد النطفة إلى حد العقل الكامل في مده العمر وللعالم عمر طبيعي كما للانسان وعمره الطبيعي على نحو من خمسين الف سنه (1) كما نطق به التنزيل من قوله تعالى تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين الف سنه الفصل في ذكر عشق الظرفاء والفتيان للأوجه الحسان اعلم أنه اختلف آراء الحكماء في هذا العشق وماهيته وانه حسن أو قبيح محمود أو مذموم فمنهم من ذمه وذكر انه رذيلة وذكر مساويه وقال إنه من فعل البطالين والمعطلين
(١٧١)