صرد أثقل خلق الله على المختار وقد اجتمع لابن صرد يومئذ أمره وهو يريد الخروج والمختار لا يريد أن يتحرك ولا أن يهيج أمرا رجاء أن ينظر إلى ما يصير إليه أمر سليمان رجاء أن يستجمع له أمر الشيعة فيكون أقوى له على درك ما يطلب فلما خرج سليمان بن صرد ومضى نحو الجزيرة قال عمر بن سعد بن أبي وقاص وشبث بن ربعي ويزيد بن الحارث بن رويم لعبد الله بن يزيد الخطمي وإبراهيم ابن محمد بن طلحة بن عبيد الله إن المختار أشد عليكم من سليمان بن صرد إن سليمان انما خرج يقاتل عدوكم ويذللهم لكم وقد خرج عن بلادكم وإن المختار انما يريد أن يثب عليكم في مصركم فسيروا إليه فأوثقوه في الحديد وخلدوه في السجن حتى يستقيم أمر الناس فخرجوا إليه في الناس فما شعر بشئ حتى أحاطوا به وبداره فاستخرجوه فلما رأى جماعتهم قال ما بالكم فوالله بعد ما ظفرت أكفكم قال فقال إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيد الله لعبد الله بن يزيد شده كتافا ومشه حافيا فقال له عبد الله بن يزيد سبحان الله ما كنت لأمشيه ولا لأحفيه ولا كنت لافعل هذا برجل لم يظهر لنا عداوة ولا حربا وانما أخذناه على الظن فقال له إبراهيم بن محمد ليس بعشك فادرجي ما أنت وما يبلغنا عنك يا ابن أبي عبيد فقال له ما الذي بلغك عنى إلا باطل وأعوذ بالله من غش كغش أبيك وجدك قال قال فضيل فوالله انى لأنظر إليه حين أخرج وأسمع هذا القول حين قال له غير أنى لا أدرى أسمعه منه إبراهيم أم لم يسمعه فسكت حين تكلم به قال وأتى المختار ببلغة دهماء يركبها فقال إبراهيم لعبد الله بن يزيد ألا تشد عليه القيود فقال كفى له بالسجن قيدا (قال أبو مخنف) وأما يحيى بن أبي عيسى فحدثني أنه قال دخلت إليه مع حميد بن مسلم الأزدي نزوره ونتعاهده فرأيته مقيدا قال فسمعته يقول أما ورب البحار والنخيل والأشجار والمهامه والقفار والملائكة الأبرار والمصطفين الأخيار لأقتلن كل جبار بكل لدن خطار ومهند بتار في جموع من الأنصار ليسوا بميل أغمار ولا بعزل أشرار حتى إذا أقمت عمود الدين ورأيت شعب صدع المسلمين وشفيت غليل صدور المؤمنين وأدركت بثأر النبيين لم يكبر على
(٤٥٠)