بنى زمان بن مالك بن صعب بن علي بن مالك بن بكر بن وائل وعبد الله بن ثور أبو فديك من بنى قيس بن ثعلبة وعطية بن الأسود اليشكري إلى اليمامة فوثبوا باليمامة مع أبي طالوت ثم أجمعوا بعد ذلك على نجدة ابن عامر الحنفي فأما البصريون منهم فإنهم قدموا البصرة وهم مجمعون على رأى أبى بلال (قال هشام) قال أبو مخنف لوط بن يحيى فحدثني أبو المثنى عن رجل من إخوانه من أهل البصرة أنهم اجتمعوا فقالت العامة منهم لو خرج منا خارجون في سبيل الله فقد كانت منا فترة منذ خرج أصحابنا فيقوم علماؤنا في الأرض فيكونون مصابيح الناس يدعونهم إلى الدين ويخرج أهل الورع والاجتهاد فيلحقون بالرب فيكونون شهداء مرزوقين عند الله أحياء فانتدب لها نافع بن الأزرق فاعتقد على ثلاثمائة رجل فخرج وذلك عند وثوب الناس بعبيد الله بن زياد وكسر الخوارج أبواب السجون وخروجهم منها واشتغل الناس بقتال الأزدي وربيعة وبنى تميم وقيس في دم مسعود بن عمرو فاغتنمت الخوارج اشتغال الناس بعضهم ببعض فتهيؤا واجتمعوا فلما خرج نافع ابن الأزرق تبعوه واصطلح أهل البصرة على عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب يصلى بهم وخرج ابن زياد إلى الشأم واصطلحت الأزد وبنو تميم فتجرد الناس للخوارج فأتبعوهم وأخافوهم حتى خرج من بقى منهم بالبصرة فلحق بابن الأزرق إلا قليلا منهم ممن لم يكن أراد الخروج يومه ذلك منهم عبد الله بن صفار وعبد الله بن أباض ورجال معهما على رأيهما ونظر نافع بن الأزرق ورأى أن ولاية من تخلف عنه لا تنبغي وأن من تخلف عنه لا نجاة له فقال لأصحابه إن الله قد أكرمكم بمخرجكم بصركم ما عمى عنه غيركم ألستم تعلمون أنكم إنما خرجتم تطلبون شريعته وأمره فأمره لكم قائد والكتاب لكم إمام وإنما تتبعون سننه وأثره فقالوا بلى فقال أليس حكمكم في وليكم حكم النبي صلى الله عليه وسلم في وليه وحكمكم في عدوكم حكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عدوه وعدوكم اليوم عدو الله وعدو النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كما أن عدو النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ هو عدو الله وعدوكم اليوم فقالوا نعم قال فقد أنزل الله تبارك وتعالى (براءة من الله ورسوله إلى الذين
(٤٣٩)