المختار رجل أسود شديد السواد فقال لي المختار تعلم والله إني لأظن قتيلينا هذين عبدين ولو أن هذين قتلانا لفجع بنا عشائرنا ومن يرجونا وما هذان وكلبان من الكلاب عندي إلا سواء ولا أخرج بعد يومى هذا لرجل أبدا إلا لرجل أعرفه فقلت له وأنا والله لا أخرج إلا لرجل أعرفه وأقام المختار مع ابن الزبير حتى هلك يزيد بن معاوية وانقضى الحصار ورجع أهل الشأم إلى الشأم واصطلح أهل الكوفة على عامر بن مسعود بعد ما هلك يزيد يصلى بهم حتى يجتمع الناس على إمام يرضونه فلم يلبث عامر الا شهرا حتى بعث ببيعته وبيعة أهل الكوفة إلى ابن الزبير وأقام المختار مع ابن الزبير خمسة أشهر بعد مهلك يزيد وأياما (قال أبو مخنف) فحدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال والله إني لمع عبد الله ابن الزبير ومع عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف ونحن نطوف بالبيت إذ نظر ابن الزبير فإذا هو بالمختار فقال لابن صفوان انظر إليه فوالله لهو أحذر من ذئب قد أطافت به السباع قال فمضى ومضينا معه فلما قضينا طوافنا وصلينا الركعتين بعد الطواف لحقنا المختار فقال لابن صفوان ما الذي ذكرني به ابن الزبير قال قال فكتمه وقال لم يذكرك إلا بخير قال بلى ورب هذه البنية إن كنت لمن شأنكما أما والله ليخطن في أثرى أو لأقدنها عليه سعرا فأقام معه خمسة أشهر فلما رآه لا يستعمله جعل لا يقدم عليه أحد من الكوفة إلا سأله عن حال الناس وهيئتهم (قال أبو مخنف) فحدثني عطية بن الحارث أبو روق الهمداني أن هانئ بن أبي حية الوادعي قدم مكة يريد عمرة رمضان فسأله المختار عن حاله وحال الناس بالكوفة وهيئتهم فأخبره عنهم بصلاح واتساق على طاعة ابن الزبير إلا أن طائفة من الناس إليهم عدد أهل مصر لو كان لهم رجل يجمعهم على رأبهم أكل بهم الأرض إلى يوم ما فقال له المختار أنا أبو إسحاق أنا والله لهم أنا أجمعهم على مر الحق وأنفى بهم ركبان الباطل وأقتل بهم كل جبار عنيد فقال له هانئ بن أبي حية ويحك يا ابن أبي عبيد إن استطعت ألا توضع في الظلال ليكن صاحبهم غيرك فان صاحب الفتنة أقرب شئ أجلا وأسوأ الناس عملا فقال له المختار أنى لا أدعو إلى الفتنة
(٤٤٧)