واستشرف له الناس وقالوا هذا المختار قد قدم فقام المختار إلى جنب سارية من سواري المسجد فصلى عندها حتى أقيمت الصلاة فصلى مع الناس ثم ركد إلى سارية أخرى فصلى ما بين الجمعة والعصر فلما صلى العصر مع الناس انصرف (قال أبو مخنف) فحدثني المجالد بن سعيد عن عامر الشعبي أن المختار مر على حلقة همدان وعليه ثياب السفر فقال أبشروا فإني قد قدمت عليكم بما يسركم ومضى حتى نزل داره وهى الدار التي تدعى دار سلم بن المسيب وكانت الشيعة تختلف إليها واليه فيها (قال أبو مخنف) فحدثني فضيل بن حديج عن عبيد بن عمرو وإسماعيل بن كثير من بنى هند قالا أتيناه من الليل كما وعدنا فلما دخلنا عليه وجلسنا ساءلنا عن أمر الناس وعن حال الشيعة فقلنا له إن الشيعة قد اجتمعت لسليمان بن صرد الخزاعي وإنه لن يلبث إلا يسيرا حتى يخرج قال فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال أما بعد فإن المهدى ابن الوصي محمد بن علي بعثني إليكم أمينا ووزيرا ومنتخبا وأميرا وأمرني بقتال الملحدين والطلب بدماء أهل بيته والدفع عن الضعفاء (قال أبو مخنف) قال فضيل بن حديج فحدثني عبيدة بن عمرو وإسماعيل بن كثير أنهما كانا أول خلق الله إجابة وضربا على يده وبايعاه قال وأقبل المختار يبعث إلى الشيعة وقد اجتمعت عند سليمان بن صرد فيقول لهم انى قد جئتكم من قبل ولى الامر ومعدن الفضل ووصى الوصي والامام المهدى بأمر فيه الشفاء وكشف الغطاء وقتل الأعداء وتمام النعماء إن سليمان ابن صرد يرحمنا الله وإياه إنما هو عشمة من العشم وحفش بال ليس بذى تجربة للأمور ولا له علم بالحروب إنما يريد أن يخرجكم فيقتل نفسه ويقتلكم انى إنما أعمل على مثال قد مثل لي وأمر قد بين لي فيه عز وليكم وقتل عدوكم وشفاء صدوركم فاسمعوا منى قولي وأطيعوا أمري ثم أبشروا وتباشروا فانى لكم بكل ما تأملون خير زعيم قال فوالله ما زال بهذا القول ونحوه حتى اسمال طائفة من الشيعة وكانوا يختلفون إليه ويعظمونه وينظرون أمره وعظم الشيعة يومئذ ورؤساؤهم مع سليمان بن صرد وهو شيخ الشيعة وأسنهم فليس يعدلون به أحدا إلا أن المختار قد استمال منهم طائفة ليسوا بالكثير فسليمان بن
(٤٤٩)