(ذكر السبب في ذلك) قد تقدم ذكرى بعض سبب عزله ونذكر بقيته * ذكر السري فيما كتب به إلي عن شعيب عن سيف عمن تقدم ذكرى من شيوخه قال قالوا وكتب أهل الكوفة عطارد ذلك وأناس معه إلى عمر في عمار وقالوا إنه ليس بأمير ولا يحتمل ما هو فيه ونزا به أهل الكوفة فكتب عمر إلى عمار أن أقبل فخرج بوفد من أهل الكوفة ووفد رجالا ممن يرى أنهم معه فكانوا أشد عليه ممن تخلف فجزع فقيل له يا أبا اليقظان ما هذا الجزع فقال والله ما أحمد نفسي عليه ولقد ابتليت به وكان سعد ابن مسعود الثقفي عم المختار وجرير بن عبد الله معه فسعيا به وأخبرا عمر بأشياء يكرهها فعزله عمر ولم يوله (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن الوليد ابن جميع عن أبي الطفيل قال قيل لعمار أساءك العزل فقال والله ما سرني حين استعملت ولقد ساءني حين عزلت (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن إسماعيل ابن أبي خالد ومجالد عن الشعبي قال قال عمر لأهل الكوفة أي منزليكم أعجب إليكم يعني الكوفة أو المدائن وقال إني لأسألكم وإني لأعرف فضل أحدهما على الآخر في وجوهكم فقال جرير أما منزلنا هذا الأدنى فإنه أدنى محلة من السواد من البر وأما الآخر فوعك البحر وغمه وبعوضه فقال عمار كذبت فقال عمر لعمار بل أنت أكذب منه وقال ما تعرفون من أميركم عمار فقال جرير هو والله غير كاف ولا مجز ولا عالم بالسياسة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن زكرياء ابن سياه عن هشام بن عبد الرحمن الثقفي أن سعد بن مسعود قال والله ما تدرى على ما استعملت فقال عمر على ما استعملتك يا عمار قال على الحيرة وأرضها فقال قد سمعنا بالحيرة تجارا تختلف إليها قال وعلى أي شئ قال على بابل وأرضها قال قد سمعت بذكرها في القرآن قال وعلى أي شئ قال على المدائن وما حولها قال أمدائن كسرى قال نعم قال وعلى أي شئ قال على مهرجان قذق وأرضها قالوا قد أخبرناك أنه لا يدري على ما بعثته فعزله عنهم ثم دعاه بعد ذلك فقال أساءك حين عزلتك فقال والله ما فرحت به حين بعثتني ولقد ساءني حين عزلتني فقال
(٢٤٢)